النقد الاجتماعى عند المؤرخين والكتاب الأندلسيين

يعتقد أن الدراسة التاريخية يمكن أن تحقق أهدافها إدا ما وضع ميراثنا التاريخى تحت منظور نقدى؛ يهدف إلى التعرف على السلبيات بهدف الاستفادة منها وتجنبها فى المستقبل، لابقصد البحث عن الأخطاء وتشويه المجتمع، تماما كمن يقوم بدراسة أسباب الخلافات بين الدوزل فى الماضى بقصد تجنبها فى المستقبل. ولعل فى هذه الكلمات الموجزة ما يبرز أهمية هذه الدراسة التى أتقدم بها، والتى تعتمد على ما قاله المؤرخون والكتاب الأندلسيون فى أحداث مجتمعهم، لاسيما مايتعلق منها بالسلبيات والنقائص التى وجدوها فى المجتمع الأندلسى منذ القرن الثالث الهجرى وحتى سقوط غرناطة فى عام ” 897ه / 1492م ” ؛ وهو مايعادل القرن التاسع الهجرى كما هو موضح فى عنوان الرسالة. نقطة البداية فى هذه الدراسة هى ظهور منيؤرخ فى – أو يكتب عن – تاريخ الأندلس، ومن المعروف عن عبد الملك بن حبيب أنه أول مؤرخ أندلس، قام بالكتابة عن التاريخ الأندلسى، ولا أقول كتب تاريخا عن الأندلس بالمعنى المفهوم كما جاء فى كتابات أخرى بعد ذلك. وكان ظهوره يمثل بداية الاستقلال عن الدور المصرى فى حركة التدوين التاريخى بالأندلس.