هيئة علماء وفقهاء الشام

تناولت العديد من الدراسات موضوع الحياة الثقافية والعلمية في بلاد الشام؛ ودراسة دور وموقف العلماء والفقهاء من الغزو الصليبي(1). دون أن تعالج جوانبهم الاجتماعية والاقتصادية والعلمية، وأثرهم كهيئة فعالة في تعزيز الوحدة السياسية والمذهبية؛ والتعاون مع السلطات السياسية العسكرية في مواجهة ذلك الغزو.وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهت الباحث في قلة المعلومات المصدرية المعاصرة والمتأخرة عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية لعلماء وفقهاء الشام إلا أن الإشارات المختصرة، وبعض المصطلحات قد شكلت جانباً مهماً في إثرائها، لتوضيح دورها في تكوين هيئتهم العلمية، وإسهاماتهم في تثقيف مسلمي بلاد الشام في تلك الفترة.وبما أن موضوع علماء وفقهاء بلاد الشام في تلك الفترة كبير وضخم. فإن المساهمة في إثرائه دفعت الباحث لأخذ نموذج لهم، وخصصه: لهيئة علماء وفقهاء دمشق: دراسة في تكوينهم الاجتماعي والاقتصادي والعلمي وأثره في مواجهة الغزو الصليبي.وللعدد الكبير لهيئة علماء وفقهاء دمشق أيضاً خلال مرحلة الغزو الصليبي، وصعوبة الوقوف على أفرادها واحد تلو الآخر فإن التركيز علي نماذج منها قد يقدم طرحاً شاملاً لإشكالية هذا الموضوع التي تنحصر في التساؤلات الآتية: فما هي أهم المقومات الأساسية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ1) بدوي، عبد الرحمن، الحياة العقلية في عصر الحروب الصليبية في مصر والشام، دار نهضة مصر، القاهرة، 1972م؛ حلمي، محمد”الحياة العلمية في مصر والشام(1127 ـ 1250م)، ا