قصور الرعاية الاجتماعية وعلاقته بالاضطرابات السيكوسوماتية والانحرافات السلوكية لدى أبناء المؤسسات الرسمية والأهلية

Faculty Art Year: 2005
Type of Publication: Theses Pages: 233
Authors:
BibID 10790020
Keywords : السلوك العدوانى    
Abstract:
مقدمـة : br الأسرة هى أهم نظام اجتماعى فى المجتمع ، وهى أول الأجهزة التى تقوم بالتنشئة الاجتماعية للفرد ويتم من خلالها تحويل الفرد وتشكيله إلى عنصر بشرى ذو سلوك سوى يساهم بإيجابية فى تحقيق أهداف المجتمع 0 br ( محى الدين توق وعلى عباس ، 1981 : 77 ) • br فإذا كان تحقيق النمو المنشود والصحة النفسية لدى النشء والشباب وجميع أفراد المجتمع هو مسئولية منظمات ومؤسسات متعددة ومختلفة ، فإن الدور المتميز المؤثر الذى تلعبة الأسرة فى هذا الصدد يتضاءل دونة دور أى منظمة وتأثير أى مصدر آخر على الطفل فى المجتمع 0 br ( عبد المطلب القريطى 1998 : 433 ) br فالأسرة هى التى تشبع حاجات الطفل الأساسية وهى التى تشعر الطفل بالأمن والحنان وذلك عندما ينشأ الطفل فى جو أسرى هادئ وآمن ، وهذا ينعكس على تعاملات الطفل مع الآخرين فى المجتمع الخارجى 0 br ( Enola et al., 1993 , P.250 ) br ولقد نص ميثاق حقوق الطفل العربى على أن الأسرة هى نواه المجتمع وأساسه 00 وعلى الدولة تقع مسئولية حمايتها من عوامل الضعف والتحلل ، وتوفير الرعاية لأفرادها ، لتكون قادرة على منح أبنائها الرعاية والدفء والحنان والاستقرار والأمن الاجتماعى ، وأن الأسرة الطبيعية هى البيئة الأولى المفضلة لتنشئة الأبناء وتربيتهم ورعايتهم ، والأسرة البديلة هى الخيار المقدم لملاقاة تعذر هذه التنشئة ، وأن الرعاية فى كنف الأسرة الطبيعية هى مفضلة على جميع صور الرعاية الاجتماعية الأخرى بما فيها الرعاية المؤسسية 0 br ( عبد المطلب القريطى ، 1998 : 434 ) br كذلك لا خلاف بين منظرى علم النفس على أهمية نشأة الفرد فى أسرة طبيعية مستقرة، وعلى أهمية الوالدين للنمو النفسى للفرد وإرساء قواعد الصحة النفسية 0 فلقد أكد فرويد على تأثير الوالدين خلال مراحل النمو المختلفة ، وكيف أن الخبرات الأولى المتعلقة بكيفية اشباعهم أواحباطهم لدوافع الطفل وحفزاته الغريزية تترك آثاراً لا يمكن محوها على البناء النفسى 0 br ( ممدوحة سلامة ، 1992 : 46 ) br ويرى ” أدلر ” أن الأم لها التأثير الأكبر فى نمو اهتمام الطفل بالمجتمع والمسئولية الاجتماعية لأنها أول اتصال حميم للطفل بالآخرين ، حيث يعتبر أدلر الفرد جزء لا يتجزأ من نظام عام كالأسرة والمجتمع بل والإنسانية بأسرها ، فعلم النفس الفردى يدرس الفرد فى إطاره الإجتماعى الذى لا يمكن اخراجه عنه 0 br ( ممدوحة سلامة ، 1992 : 177 ) br كذلك يرى ” بارك ” أن الأب يلعب دوراً أساسياً فى تنمية دور الجنس بالنسبة لأطفاله الذكور بصفة خاصة ، وكذلك الإناث ، إذ تؤيد نتائج الدراسات التى جمعها أن غياب الأب يصاحبه اضطرابات فى دور الجنس بالنسبة للطفل الذكر ، وإن مظاهر هذا الاضطراب تتنوع وبصفة خاصة فى مرحلة ما قبل المراهقة والمراهقة فى مسالك يُطلق عليها الذكورة التعويضية والبعض الآخر قد يتخذ مسالك تعتبر أنثوية وتزداد لديهم الاعتمادية 0 br ( ممدوحة سلامة ، 1993 : 39 ) br لذا فالأبناء الذين حرموا من الرعاية الوالدية لأى سبب من الأسباب كاليتم أو التفكك الأسرى تقع مسئولية رعايتهم على المجتمع بكل مؤسساته ، فالرعاية الاجتماعية هى منظومة متكاملة شاملة العديد من الخدمات التى تقدمها الدولة لأبنائها كالرعاية الصحية والتعليمية والثقافية والمؤسسية ، لذا فأى قصورٍ فى نمط الرعاية الذى يُقدم للأبناء قد يصاحبه العديد من المشكلات المتعلقة بالصحة والتعليم والسلوك 0 br فقد لوحظ ارتفاع معدل الانحرافات السلوكية والاضطرابات السيكوسوماتية والاضطرابات النفسية لدى أبناء الأسر المطلقة عنه لدى أبناء الأسر العادية ، وذلك لما يتعرضون من ظروف بيئية سيئة مشبعة بعوامل الحرمان العاطفى والقسوة والإهمال 0 br ( عبد المطلب القريطى ، 1998 : 455 ) br وإن إيداع الأطفال فى المؤسسات الإيوائية له تأثير مباشر على شخصيتهم حيث توصلت العديد من الدراسات أن شخصياتهم اتسمت بالاضطراب وكانت لديهم أعراض سلوكية منحرفة كالعدوان والانسحاب والعناد 0 br ( Morddcoi , 1983 , P.435 ) br ولقد لفت ” بولبى ”Bowlby الانتباه إلى عجز وعدم قدرة هؤلاء الأطفال الذين تتم رعايتهم فى مؤسسات على تكوين ارتباط تعلق عميق فيما بعد ، ووصف هؤلاء الأفراد بأنهم أشخاص يفتقدون العواطف ، يستغلون الناس فى تحقيق أهدافهم وأغراضهم ويبدون عاجزين عن تكوين علاقات حب مع الآخرين. 
   
     
PDF  
       
Tweet