الوزارة فى دولة بنى مرين بالمغرب الأقصى (610هـ/1213م-869هـ/1465م)

Faculty Art Year: 2004
Type of Publication: Theses Pages: 477
Authors:
BibID 10069946
Keywords : الدولة المرينية    
Abstract:
ظهرت فى المغرب الأقصى شمسٌ جديدة ساطعة هى شمس دولة بنو مرين وأصل بنو مرين من أحواز تلمسان قاعدة المغرب الأوسط ودار مملكة زناته منذ القدم وكان وطنهم ما بين تلمسان وبين تاهرت ، والقبائل المرينية فى بداية أمرها كانت عبارة عن عشائر بدوية متنقلة تجول فى صحارى المغرب الاوسط وهضابه وتسير نحو المغرب الأقصى فى أيام الصيف . وينقسم بنى مرين إلى عدة فروع هم : بنو عبد الحق وبنو وطاس ، وبنو عبد الحق هم الفرع الأول الذى سيطر على المغرب الأقصى وأخذوا عاصمة ملكهم فاس ، وكانت زعامتهم فى أول أمرهم لعبد الحق بن محيو بن أبى بكر بن حمامة بن محمد بن ورذين بن فكوس ، وتتطور الأحداث سريعاً لنرى عام 610 هــ / 1213 م دخول بنو مرين المغرب الأقصى فى أعداد كبيرة ليجدوا أمراء الموحدين متناحرين ، فأستغلوا هذا الضعف وانقضوا عليهم وأثاروا لهم فتناً عدة وشنوا الغارات على المغرب الاقصى ، وقامت معارك بين الأمير المرينى (عبد الحق بن محيو) (بويع 614 هـ / 1217 م ـ ت 638 هـ / 1240م ) وبين الموحدين استمرت هذه الصراعات المرينية الموحدية فترة طويلة تناهز الثمانية والخمسين عاما أنتهت على يد السلطان أبى يوسف يعقوب بن عبد الحق عندما انتصر فى موقعة وادى غفو وقضى على أخر معقل للموحدين ودخل مراكش عاصمة الدولة الموحدية عام 668 هـ / 1269 م ، وفى هذا العام تم إعلان الدولة المرينية .وبمرور الوقت توطدت أركان الدولة المرينية فى المغرب الأقصى فرأى السلطان أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق (656هـ/1258م ـ ت 685هـ/1286م ) أن يتخذ لنفسه رجالاً يأتمرون لأمره ويساندونه فى شئون الدولة ، فأتخذ لهذا الموظفين والحجاب والوزراء .ومن الجدير بالذكر أن الوزارة فى دولة بنى مرين أنقسمت إلى نوعين ؛ ففى الشطر الأول من الدولة كان السلاطين المرينيين يتميزون بالقوة والطموح فاتخذوا لأنفسهم وزراء ، ولم يسمح السلاطين لوزرائهم بأن يتخذوا أى قرار إلا بعد الرجوع إليهم فكانت الوزارة فى هذا الشطر ما هى إلا وزارة تنفيذ واستمر ذلك حتى وفاة السلطان أبى عنان المرينى عام 759 هـ / 1357م ، إذ بدأ يتولى عرش الدولة سلاطين ضعاف سيطر عليهم وزراء أقوياء فصار الأمر والنهى كله فى الدولة لوزرائها ليبدأ هنا عهدٌ جديدٌ يمكن أن نسميه (عهد نفوذ الوزراء) ، وكان من أشهر وزراء هذا العهد الوزير عمر بن عبد الله ؛ ولم يكن للوزير سواء عهد قوة الدولة أو عهد نفوذ وزرائها مهام محددة أو أختصاص بعينه فحيناً نجده قائداً عسكرياً يقضى على فتنة ما ، أو على رأس جيش يجاهد بأرض الأندلس وفى نفس الوقت يعود ليتولى ولاية مدينة مغربية بأمر السلطان ، وأحياناً أخرى يجلس للقضاء أو يتولى ديوان الإنشاء .ولقد تناولت الفترة موضوع البحث نظام الوزارة فى دولة بنى مرين بالمغرب الاقصى (610هـ ـ 1213م / 869هـ ـ1465 م ) . فبرغم الاهمية الكبرى التى تمتع بها الوزير فى العصر المرينى إلا أن الدراسات التى تناولت هذا الموضوع نادرة جداً ، كما أنها وإن تناولت شيئاً فإن هذا التناول لم يكن بصوره واضحة تشبع فكر الباحثين خاصة فترة عهد نفوذ الوزراء التى اتصفت بندرة المصادر والمراجع ، ونظراً لطبيعة الموضوع قسم الباحث الرسالة إلى ستة فصول يعالج كلاً منها ناحية قائمة بذاتها داخل الاطارالعام للبحث ومع ان فصول الدراسة ذات مواضيع مستقلة إلا أن كل منها مرتبط ببعضه البعض هذا فضلاً على تناوله مدخل للدراسة تحدث فيه الباحث عن التطور السياسى لدولة بنى مرين كما تحدث عن نظام الوزارة فى العالم الاسلامى نشأته وتطوره إلى قبيل قيام دولة بنى مرين بالمغرب الاقصى .وجاء الفصل الأول من الرسالة تحت عنوان الوزارة والدولة تناول فيه الباحث الحديث عن الوزراء والفتن وما كان للوزراء من دور فى صنع هذه الفتن ، وكذلك دورهم فى القضاء عليها وكيف كان تاثير هذه الفتن والأضطرابات على الدولة ، ثم تناول الحديث عن علاقة الوزير بالسلطان المرينى وكيف تردى وضع السلطان المرينى عهد نفوذ الوزراء إذ صار لعبة فى يد الوزير ، وتناول أيضاً دور الوزراء فى مبايعة السلطان الجديد و كيف خدم مبدأ وراثه العرش طموح وزراء الدولة المرينيه ، هذا إلى جانب الحديث عن وزراء الدولة ودورهم في ولاية المدن والأقاليم وتعرض الباحث للحديث عن الوزراء الذين نجحوا في هذا الدور .وفى الفصل الثانى : تناول الباحث الحديث عن الجهاد الأندلسى ودور وزراء الدولة المرينية فى العلاقات الخارجية مع غرناطة ، فأشار لدور الوزراء فى الجهاد بأرض الأندلس ضد نصارى أسبانيا وعندما ضعف دورهم فى الجهاد الأندلسى منذ معركة طريف بدأ الباحث فى الحديث عن العلاقات الخارجية بين غرناطة وفاس وأشار لدور الوزراء فى سير هذه العلاقات وهل كانوا عامل مودة وتوافق أم عامل بعد وتناحر بين الدولتين .أما الفصل الثالث : تناول دور الوزراء فى العلاقات السياسية الخارجية للدولة المرينية سواء مع الدولة التلمسانية أو الحفصية أو العلاقات الخارجية مع مصر .وفى الفصل الرابع : تناول الباحث الحديث عن الوزراء والحياة الأقتصادية فتناول دورهم فى الزراعة و الصناعة والتجارة ، ثم تحدث عن النقود وكيف كان وضعها عهد قوة الدولة والحال الذى آلت إليه من زيف وتدليس عهد نفوذ الوزراء وكيف أثر ذلك على الناحية الأقتصادية ثم أشار إلى دور الوزراء فى السياسة الجبائية للدولة ، وكيف أن السياسة الجبائية المجحفة عهد نفوذ الوزارء أدت للإنهيار الأقتصادى آواخر الدولة المرينية .أما الفصل الخامس من الرسالة تناول فيه الباحث الحديث عن الوزراء ودورهم فى الحياة الأجتماعية فتناول علاقة الوزراء بالعامة وباليهود والأحباس والحسبة ثم تناول الحديث عن الوزراء والتصوف والأشراف وأخيراً تناول الحديث عن الوزراء والآفات الأجتماعية كالزنا واللواط وشرب الخمر والسرقات وقطع الطرق وكيف أدت مثل هذه الآفات إلى الأنهيار داخل المجتمع المرينى .أما الفصل السادس والأخير من الرسالة تحت عنوان ” الوزراء ودورهم فى الحياة الثقافية والعمرانية ” تناول الباحث فيه الحديث عن الوزراء والحياة الأدبية والعمرانية وتناول الحديث عن التعليم وكيف كان وضع العملية التعليمية عهد قوة الدولة وعهد نفوذ الوزراء . كما تحدث عن أهم العلوم التى تم تدريسها ودور الوزراء السلبى أو الإيجابى فى كل من هذه النواحى .وأخيراً تكون الخاتمة والتى تتضمن أهم النتائج التى توصل إليها الباحث عن موضوع الدراسة . 
   
     
PDF  
       
Tweet