المرأة فى ألف ليلة وليلة

الليالي مجموعة قصصية شغلت الباحثين وخاصة في العصر الحديث وتناولتها الأقلام بالبحث والتمحيص حيث اهتموا بأصولها ومكوناتها وما ضمته من أساطير متنوعة وحكايات مختلفة لأمم وشعوب متباينة متقلبة بين عصور متتالية حتى وصلت إلينا في صورتها النهائية التي بين أيدينا.ولقد كثر الحديث حول أصل هذه المجموعة وإن أجمعت الآراء علي أن أصل هذا الكتاب نواه من الأقاصيص الهندية والفارسية تسمى هزار ترجم إلى العربية من الفهلوية في أواخر القرن الثالث الهجري. وعلى أية حال فإن هذه المجموعة القصصية ما هي إلا كتاب شعبي قبل كل شئ وهو في جوهره مجموعة أساطير وحكايات خرافية والأساطير والحكايات الخرافية لا تعرف أصلاً واحداً ترجع إليه لأنها سريعة التنقل تسير من أمة إلى أمة ومن جيل إلى جيل حتى ليصبح تراث كل أمة منها نسيجاً من عناصر متعددة يصعب تحديدها.وحكايات ألف ليلة وليلة أفضل ما عمل في فن القصة الإخبارية فهو قيمة ابتداعية خالصة للتسلية ستظل فائقة ضمن القصص القصيرة على طول الزمن في دقة تدوينهم للتفاصيل والمجال الواسع والمتنوع لمادة موضوعاتهم كونها أوسع وأخص مأثورات العصور الوسطى الإسلامية.بدأ هذا البحث بدراسة مكانة المرأة في الحضارات السالفة على الحضارة العربية وأثر ذلك على المرأة العربية وبالأخص الحضارات التي احتك بها العرب – تأثراً وتأثيراً – كالحضارة الفرعونية والفارسية والرومانية وان ركزت الدراسة على مكانة المرأة العربية خاصة في خلال العصور المختلفة من الجاهلية والإسلام وعصري بني أمية وبني العباس، ثم تلاها دراسة صورة المرأة في الليالي لمحاولة الموازنة بين مكانتها في المجتمع العربي ومكانتها في الليالي وتم تقسيم هذا القسم إلى فصول من حيث سلوك المرأة الذي يتمايز بين الشر والخير ومن حيث وضعها الذي يتباين أيضاً من حرة إلى جارية ولم يغفل الباحث نوعية من النوعيات النسائية لها دور وهي المرأة التي لها صلة بالجن أو الجنية التي لها صلة بالبشر مع محاولة لدراسة ظاهرة السحر التي تبدو في الليالي، وعقب الباحث في نهاية هذا القسم بدراسة للجوانب الشكلية الخارجية المتعلقة بالمرأة من وصف لجمالها أو قبحها وما ترتديه من ثياب وحلي وما تقوم به من أعمال منزلية وما تقدمه من أطعمة ومشروبات وما يطلقونه عليها من صفات ومسميات بل ما يخص عاداتها في المناسبات المختلفة التي تمس ذاتها من خطبة وزواج وأبناء وما إلى ذلك.ويأتي القسم الثالث وهو علاقة الليالي بالسير الشعبية الأخرى من جهة الارتباط بالمرأة في كل من الليالي والسير كسيرة عنترة وذات الهمة والظاهر بيبرس وعلي الزيبق وسيف بن ذي يزن.