الخوارج في بلاد المغرب من بداية القرن الرابع حتى منتصف القرن السادس الهجري

تناول البحث الحديث عن الخوارج فى بلاد المغرب من بداية القرن الرابع حتى منتصف القرن السادس الهجرى. وقد أوضح أن تقرير مصير الخوارج فى بلاد المغرب بدأ منذ أن استطاع الشيعة الفاطميون القضاء على دولتى هؤلاء الخوارج (الاباضية فى تاهرت، والصفرية بسجلماسة) فقد اضطر الأباضية إلى ترك حضارتهم والفرار بعيداً عن متناول يد الشيعة الفاطميين فى أماكن نائية مثل جبل نفوسة وجزيرة جربة وواحة وارجلان ووادى ميزاب ولم يستكن هؤلاء الخوارج ولم يقدموا فروض الطاعة لأعدائهم من الشيعة الإسماعيلية، الذين أمكنهم القضاء على التراث الأباضى بإحراق مكتبتهم المعروفة (بالمعصومة) التى كانت تحوى كنوزاً من التراث الأباضى من فقه وأدب، كما أوضح أن الأباضية استطاعوا إحياء تراثهم والمحافظة على مذهبهم فى الأماكن التى نزحوا اليها وأقاموا لأنفسهم حضارة فى شتى المجالات، ولم تنقطع صلتهم بأخوانهم أباضية المشرق، وأما الخوارج الصفرية فقد نزح بعضهم إلى قبيلة برغواطة بالمغرب الأقصى واندثر تراثهم على يد الشيعة.واجه الخوارج العديد من الصعوبات في ظل ولاية حكام بني زيري، فقد نظر إليهم الخوارج على أنهم امتداد للفاطميين فقد جئ بهم لتنفيذ سياسة أسلافهم وتعتبر فترة ولاية المعز بن باديس من أحلك الفترات التي عاشها الخوارج فقد انقلب المعز على المذهبين الشيعي والخارجي فذاق الخوارج على يديه مرارة القسوة وسوء المعاملة وقد لعب الخوارج دوراً هاماً في الحضارة المغربية وأبدعوا في شتى المجالات ففي مجال الاقتصاد ساعدت طبيعة الإنسان الأباضي في استثمار البيئة المحيطة به فهو يجيد العمل ويجيد مهنة التجارة وتربية الماشية وبعض الصناعات.