الحاجات النفسية لدى أطفال المؤسسات الإيوائيه وعلاقاتها بالعدوانية

تهتم كافة المجتمعات برعاية الطفولة وتهيىء لها سبل التربية الحديثة والتوجيه والتنشئه الاجتماعية السليمة، ولذلك اهتم علماء النفس بالخبرات البكرة التى يخبرها الطفل فى السنوات الاولى من حياته، حيث تلعب دورا هاما فى تكوين شخصيته وتشكل سلوكه، ولقد تعارف العلماء الاجتماعيون والنفسيون على أن الاسرة المفضلة هى الاسرة الطبيعية التى تضم الاب والام الحقيقيين لطفل، ولذلك أعطت العديد من الدراسات إهمية كبيرة لهذه العلاقة التى تنشأ بين الطفل وأسرته لما لها من تأثير كبير على شخصية الطفل وعلى مدى اشباعها لحاجاته النفسيه خلال مراحل حياته المختلفة0 ونجد ذلك أن - الطفل الذى تحبط حاجته الى الحب قد يتحول الى طفل قليل القدره على تحمل الاحباط عامة، والى الاستجابة بالعدوان الحاد والانفجارات الانفعالية. فلا شك أن حرمان الطفل من الاسرة يعنى حرمانه من اشباع حاجاته النفسيه وحرمانه من الارتباط بشخصيات دائمة، كما يتعرض لعدم الاستقرار نتيجة لانتقاله من مكان الى آخر كما أنه يعانى من عدم الشعور بالامن والخوف من المجهول، مما يؤدى الى ظهور اعراض الانحاف النفسى عليه. كما أن فقد أحد الوالوالدين أو كليهما وترك أبناء صغار من خلفهم يضيف الى المجتمع ومؤسساته مسئوليات جديدة بصدد المحافظة عليهم ورعايتهم. ولذلك اهتم العديد من الباحثين بدراسة مظاهرة الحرمان من الاسرة والاضرار المترتبة عليها ونظم الرعاية فى المؤسسات الايوائية والاثار المترتبه على الايداع بهذه المؤسسات من هؤلاء البحثين جولد فارب وCold Farb شبينز و Spitz ولبى Bowlly فقد تناولت دراستهم الاضرار المترتبه على الايداع بالمؤسسات الايوائية فقد وجد كل من ”بولبى” (1951) ، و ” جولد فارب ” (1955) ، و”شبيتز” وينتيس واين ” Dennis ” ”Wayne” (1960) ان الحرمان من الاسرة يؤدى الى تأخر واضح فى النضج الاجتماعى.