صور الخوف فى شعر القرن الثالث الهجرى

تهتم الرسالة بأن الخوفَ فطرةٌ في النفس لا يخلو منه إنسانٌ في أي وقتٍ من الأوقات ، بل هو قوةٌ طبيعيةٌ لازمةٌ للمحافظةِ علَى بقاء النوعِ الإنسانيِّ ، وللخبراتِ الفرديةِ المكتسبةِ أثرُها في التخفيفِ من عبءِ هذه الفطرةِ أو زيادتِها ، تبعًا للعواملِ الخارجيةِ والظروفِ النفسيةِ التي يمرُّ بها الإنسانُ ، وإذا كان هذا الكلامُ ينطبقُ على الناسِ عمومًا ، فإنَّ الشعراءَ ـ بحكمِ تكوينِهم النفسيِّ ـ أكثرُ انفعالا واستجابةً للمؤثراتِ الخارجيةِ بكلِّ أشكالِها الباعثةِ على الخوفِ ، فقد يعبِّرُ الشاعرُ صراحةً أو بشكلٍ رمزيٍّ عما ساورَه أو يساورُه من مخاوفَ ، وقد يدركُ أسبابَ مخاوفِه ، وقد لا يدركُ أنه بقصيدتِهِ هذه إنما عبَّرَ عن مخاوفَ كامنةٍ فيه ، وهنا يأتي دورُ الناقدِ الأدبيِّ الذي قد يصلُ إلى توصيفٍ دقيقٍ لنفسيةِ الشاعرِ ورؤيتِهِ لعصرِهِ من خلالِ تحليلِ خطابِهِ الشعريِّ وجعلِهِ محورًا لتحليلِهِ النقديِّ ، وهو ما حاوله الباحثُ في هذه الدراسة ( صور الخوف في شعر القرن الثالث الهجري ) ، للوصول إلى بواعثِ الخوفِ وأشكالِهِ لدَى شعراء هذا القرنِ ، وتحليل الصور الشعرية التي عبَّروا من خلالها عن مخاوفِهم .