مشكلة المنهج في العلوم الإنسانية عند دلتاى

موضوع هذا البحث هو مشكلة المنهج في العلوم الإنسانية عند دلتاي، ومشكلة المنهج في العلوم الإنسانية هي من المشكلات العويصة التي تواجه كثير من الفلاسفة والمتخصصين في مناهج العلوم، وقد ظهرت مشكلة المنهج في العلوم حينما بدأت العلوم الإنسانية (علم النفس ، علم الاجتماع، الانثروبولوجيا) في الانفصال عن الفلسفة علما بعد علم، وكان لابد من وجود منهج جديد غير منهج التأمل الفلسفي المستخدم في مجال الفلسفة، منهج يلاءم طبيعة الظواهر الإنسانية، هذا المنهج الجديد لاهو بالمنهج الاستنباطي الخاص بالعلوم الرياضية ولاهو بالمنهج الاستقرائي الخاص بالعلوم الطبيعية وذلك لأن الإنسان وهو محور الدراسة في العلوم الإنسانية ؛ ليس عددا أو شكلا مما تدرسه علوم الرياضة. وكان من بين تلك المحاولات التي أرادت تقديم منهج ملائم للعلوم الإنسانية تلك المحاولة التي قدمها الفيلسوف الألماني فيلهلم دلتايWilhelem Dilthey متمثلة فيما يسمي بالفهم understanding، وقد رأي دلتاي أنة من المحال تطبيق المنهج المستخدم في العلوم الطبيعية علي العلوم الإنسانية، محاولا بذلك أن يضع حدا فاصلا بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية، ولقد رأي خلال موقفة هذا أن الفكر يتخذ في كل من هاتين الطائفتين من العلوم موقفا مختلفا، ومنهجا مغايرا ؛ فالعلوم الطبيعية تعالج وقائع مادية محسوسة، بينما تعالج العلوم الإنسانية معاني باطنية لا يمكن ملاحظتها إلا بالمعايشة الداخلية. ويقع هذا البحث في حوالي212 صفحة وينقسم إلي بابين كالتالي : الباب الأول : الظاهرة الإنسانية وطبيعة المنهج. وينقسم البحث إلي أربعة فصول :- الفصل الأول : مفهوم دلتاي للعلوم الإنسانية. وهو بمثابة معالجة لطبيعة الظواهر في العلوم الإنسانية وذلك من وجهة نظر دلتاي، مع الإشارة إلي محاور الاختلاف والاتفاق بين هذا الظواهر، والظواهر المادية في العلوم الطبيعية. الفصل الثاني : بنية العلوم الإنسانية”تأسيس مفهوم الحياة”. وفي هذا الفصل سوف نبين كيف أن هذا الظواهر الإنسانية تنشأ من واقع الحياة الإنسانية ذاتها أو بمعني أخر كيف يمكن أن تصبح الحياة نفسها موضوعا للعلوم الإنسانية؟ الفصل الثالث : الفهم ومنهج العلوم الإنسانية عند دلتاي.