فعاليات بناء الاتصال في المناطق العشوائية

تمثل العشوائيات إحدى القضايا الهامة التي يجب دراستها، وقد تضافر ذلك مع الاهتمام السياسي، والتكثيف الإعلامي، والنشاط الثقافي الذي وجه لها خلال السنوات الماضية. لقد صار الاهتمام بهذه القضية الاتجاه الرسمي المعلن للدولة أمام فئات المجتمع وشرائحه سعيا وراء مواجهتها والتصدي لها، وأملاً في إدماج سكانها ضمن القوى البشرية المؤهلة، والقادرة على تنمية مجتمعاتهم المحلية من جانب، وتطوير المجتمع ككل من جانب آخر(1).وإذا كانت التنمية تستهدف الرقي بالفرد والمجتمع من خلال التغير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، فإن وسائل الاتصال يجب أن تكون من أدوات هذا التغير، بشرط أن تستخدم استخداما رشيداً. ولقد أدى التطور السريع لوسائل الاتصال إلى اتساع رقعة انتشارها، وتزايد التأثير في تشكيل الملامح الحضارية للمجتمع، وبروز خطورة الدور الذي تلعبه في الحياة الاجتماعية، حيث لم تعد مجرد أدوات لنقل المعلومات، بل أصبحت من العوامل المؤثرة في أفكار واتجاهات وسلوك الجمهور (2).لذا كان اختيار موضوع الدراسة بهدف استشراف الأفق المستقبلي لفاعلية بناء الاتصال في المناطق العشوائية، وذلك من خلال تحليل علمي لواقع بناء الاتصال في تلك المناطق من ناحية، وطرح للتصورات المستقبلية من ناحية أخرى.وقد خرجت الرسالة في صورتها النهائية متضمنة مقدمة تتناول موضوع الدراسة ودوافع اختياره، وبابين وكذا عشرة فصول. يختص الباب الأول بالإطار المنهجي والنظري للدراسة، وتضمن سبعة فصول. عرض الفصل الأول الإطار المنهجي للدراسة، وقدم الباحث رؤية تاريخية للمناطق العشوائية في مصر وكذا السياسات العامة تجاه تلك المناطق، وعرض للوضع الراهـن لها.