الحياة النيابية في الكويت من استقلال الكويت حتى الاحتلال العراقي وتأثيرها على نمو الشخصية الكويتية ( 1961م - 1991م)

بادئ ذي بدء لقد تميزت إمارة الكويت في الحقبة الأولى منذ نشأتها بموقعها الجغرافي الفريد الذي أهلها لأن تلعب دوراً استراتيجيا يترجم واقع أهل الكويت وحياتهم التي عاشوها في تلك الحقبة متمثلةً في نشاطهم بالبر والبحر . وتميزت طبيعة المجتمع الكويتي المكافح والذي سعى وراء لقمة العيش قبل النفط بأنشطة شاقة مرتبطة بالبحر والبر نظراً لقلة الموارد وأهمها الماء والزراعة لضعف التربة، وكانت التجارة هي التي ركز عليها الكويتيون من خلال البحر والبر. ولقد كانت شهرة الكويت في الماضي تقوم على صيد الأسماك كما كانت معروفة بالغوص على اللؤلؤ والإسفنج، فلقد كان الغواصون يبلغون نحو عشرة ألاف رجل يستخدمون ثمانمائة سفينة، كما كانوا من أمهر أهل الخليج في صنع المراكب التي وصلوا بها إلى الهند وشرق أفريقيا كما كانت القوافل البرية تأتيها محملة من بادية الشام ومن حائل ونجد واليمن بما يستورده تجارها( ).ونجد أن هذه الطبيعة القاسية خلقت نوعاً من التعاون والترابط بين أهل الكويت نظراً لصعوبة الحياة التي كانت يعيشوها الكويتيون قبل النفط مما ألزمهم أن يولوا حاكماً عليهم، فنجد أن اختيارهم للحاكم جاء بقناعتهم وهنا ولدت الديمقراطية الكويتية بمفهومها البسيط أعني الاختيار... واختير صباح بن جابر. وبدايةً وجب علينا أن نتعرف على والد هذا الحاكم حتى تكون بداية كتابتنا لتاريخ نشأة الكويت التي بدأت منها الديمقراطية في المجتمع البسيط بدايةً واضحة. وعند البحث عن والد صباح الحاكم الأول نجد سيف مرزوق الشملان في كتابه من تاريخ الكويت يقول: ”أما قول الشيخ محمد بن عيسى أل خليفة بأن والد صباح الأول اسمه ( جابر) فقد يكون هو الأصح بدليل قول أرشيد بن عمار آل بن علي في قصيدته. يقول أرشيد بن عمـار ومن بنا.... حسين القوافي من بيوت القصايـد يا مبلغ عنى صباح بن جابــر.... فتى الجود جزل ماته.