دولةالاتراك السلاجقةعصرالسلطان سنجر(511-555هـ/1117-1160م)

يهدف البحث الى ظهور الأتراك السلاجقة بمثابة نقطة تحول خطيرة في تاريخ الدولة الإسلامية والحضارة ، فقد كان العالم الإسلامي يعاني آنذاك من مشاكل داخلية وخارجية تتمثل في الصراع بين الخلافتين العباسية والفاطمية ، بالإضافة إلى ضعف الخلفاء العباسيين وسيطرة الفرس البويهيين عليهم إلى جانب توسع الإمبراطورية البيزنطية على حساب الدولة الإسلامية في الشام ، لذا لم يكن استنجاد الخليفة العباسي القائم بأمر الله (422-476هـ) بالسلاجقة لكي يأتوا إلى بغداد أمراً مستبعداً فقد جرى الخلفاء العباسيين على هذه السياسة فاستعانوا بالفرس على العرب في تأسيس دولتهم ثم استعانوا بالأتراك على الفرس منذ عهد المعتصم وراسلوا بني بويه ليخلصوهم من استبداد الأتراك ثم كتبوا إلى طغرلبك السلجوقي ليخلصهم من تحكم البساسيري وأنصاره حينما أرادوا تحويل الدعوة إلى الفاطميين في مصر ، ومن ثم أدى كل هذا إلى أن أصبح الفتح التركي السلجوقي علاجاً عاجلاً لمواجهة كل هذه الأحوال، فقد استطاع السلاجقة بقواهم الفتية استعادة وحدة العالم الإسلامي السياسية في نفس الوقت الذي منحوا فيه الحضارة الإسلامية مظهراً وحياة جديدة بما استحدثوه من أنظمة وقوانين ، فإلى السلاجقة يرجع الفضل في تجديد قوة الإسلام وإعادة تكوين وحدته السياسية ، فلقد دخلت تلك العشائر التركية (السلجوقية ) القوية الممتلئة حيوية ونشاط والتي لم تفسدها حياة المدن دخلت في الدين الإسلامي بحماس وإقبال شديدين.