معايير التجارة الدولية واثرها على الصادرات الزراعية المصرية

تهدف هذه الدراسة أولاً فحص العلاقة بين فرض الدول المستوردة للمعايير الغذائية والصادرات الغذائية التقليدية المصرية. كما تتوجه أهداف هذه الدراسة ثانياً فحص العلاقة بين إستجابة المصدرين المصريين للمعايير الغذائية المفروضة من الدول المستوردة الرئيسية ومقدار صادراتهم الى هذه الدول. وفد ركزت الدراسة على محصولين من الصادرات المصرية الغذائية هما البطاطس والفول السودانى لأنهما خاضعين للمعيارين موضع الدراسة، وهما الحدود المسموح بها من الأفلاتوكسين فى الفول السودانى، والأشتراطات الصحية الخاصة بالعفن البنى فى البطاطس. وقد بُنىً هذا الإختيار على أساسين: الأول، هو أهميتهما النسبية فى الصادرات المصرية الغذائية. والثانى، هو الوضوح النسبى لأثر المعايير الغذائية الأوروبية المفروضة عليهما. وإتبعت الدراسة الطريقة البحثية الإقتصادية القياسية، مستخدمة ”نموذج التدفق” أو ”إنسياب التجارة” (The Gravity Model)، الذى يكثر إستخدامه فى دراسات التجارة الدولية لقياس أثر كثير من العوامل المؤثرة كالإتفاقيات التفضيلية، أو القيود الجمركية، أو فرض المعايير الغذائية كما ستعرضه الدراسة فى الأجزاء التالية. وبسبب أن البيانات المستخدمة لتقدير هذا النموذج هى من نوع البيانات المجمعة (Pooled Data)، والتى تتصف بتجميع بيانات سلاسل زمنية (Time Series Data) لبيانات عرضية (Cross-Sectional Data) للدول المستوردة للصادرات المصرية وغيرها من المتغيرات المدروسة، فإن التقدير بإستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية (OLS) تؤدى الى تقديرات عير مُتسقة (Inconsistent Estimates)، بمعنى إبتعادها عن القيمة الهيكلية لهذه التقديرات كلما زاد حجم العينة بالنسبة للمجتمع الكامل. وعليه، فقد إتبعت هذه الدراسة طريقة التقدير بالمربعات الصغرى العامة (Generalized Least Square).وتتكون الدراسة الى جانب المقدمة والملخص باللغتين العربية والانجليزية والملاحق والمراجع من ثلاثة أبواب. يتناول الباب الأول العرض المرجعى، ويختص الفصل الأول منه بالعرض المرجعى للدراسات السابقة التى تناولت معايير التجارة الدولية والمعايير الغذائية منها وآثارها على الصادرات الزراعية والغذائية. ويتناول الفصل الثانى الدراسات السابقة التى إستخدمت نموذج التدفق فى تقدير آثار المعايير الغذائية على هذه الصادرات، والتى إستخدمته فى تطبيقات تجارية أخرى. ويتناول الباب الثانى الإطار النظرى للدراسة، وينقسم الى خمسة فصول: يختص الفصل الأول بمعايير صحة الغذاء وآثارها على التجارة. ويتناول الفصل الثانى المؤسسات والسياسات المنظمة للمعايير، ويهتم الفصل الثالث بالمعايير الأوربية الحكومية، أما الفصل الرابع يهتم بالإتفاقيات والمعايير الخاصة. وأخيراً يختص الفصل الخامس بالإطار النظرى لقياس قيود التجارة غير الجمركية شاملة معايير التجارة الدولية. ويختص الباب الثالث بالجزء التجريبى من الدراسة لإختيار فروض الدراسة، وينقسم الى فصلين هما الأول والثانى، ويتناولان على الترتيب التجريب على حالتى الفول السودانى والبطاطس.وقد توصلت الدراسة الى عدة النتائج، أهمها أن تنسيق دول الاتحاد الأوروبى للمعايير الخاصة بالحدود المسموح بها من الأفلاتوكسين، والذى تم عام 1998، كان له أثر سلبى ومعنوى على صادرات مصر من الفول السودانى فى الفترة (1990-2009). حيث أن كل دولة من الاتحاد الأوروبى كانت تفرض حدود من الافلاتوكسين تختلف عن الدول الأخرى، ثم تم تنسيق تلك الحدود لتصبح 2 جزء فى البليون من الأفلاتوكسين B1. كما أن فرض الاتحاد الأوروبى حظر وارداته من البطاطس إذا زادت عدد حالات الإصابة عن خمس حالات فى الشحنة الواحدة والذى تم فرضه عام 1998، كان له تأثير سلبى ومعنوى على صادرات مصر اليه من البطاطس. أما عن إذعان مصدرين البطاطس فى مصر للإشتراطات والمعايير الصحية التى يفرضها الاتحاد الأوروبى. مثل إنشاء مناطق خالية من الآفات خاصة بالزراعة من أجل التصدير منذ عام 2004. كان له تأثير إيجابى ولكنه غير معنوى. أى كلما إهتم المصدرين بمتطلبات تصدير البطاطس الى دول الاتحاد الأوروبى، أدى ذلك الى إرتفاع كمية الصدرات.