ملخص الرسالــة تعتبر قضية تحديث المجتمع وتخلصه من براثن التخلف والتقليدية هى القضية التى تثار الآن على الساحة المحلية والدولية ، حيث تصدرت هذه القضية قائمة اهتمامات ودراسات العلماء والباحثين والقيادة السياسية. وتتحدد المشكلة البحثية للدراسة في الإجابة على التساؤلات التالية: كيف يمكن قياس مستوى تحديث المجتمعات المحلية الريفية ؟ . ما هو مستوى تحديث المجتمعات المحلية الريفية بمحافظة الشرقية؟ . هل سيختلف ترتيب قرى محافظة الشرقية إذا ما تم الاعتماد على دليل التنمية البشرية عنه إذا ما اعتمد على الدليل المقترح للتحديث ؟ . هل هناك فروق بين قرى الدراسة بالنسبة لكل من دليل التحديث وكل بعد من أبعاد التحديث المدروسة ؟ . ما هى أهم الأبعاد المحددة لمستوى تحديث هذه المجتمعات ؟ . ما هي أهم المشكلات التى تواجه عملية التحديث؟ ولذلك استهدفت هذه الدراسة تحقيق الأهداف التالية: (1) محاولة بناء مقياس يمكن من خلاله قياس مستوى تحديث المجتمعات المحلية الريفية واختبار مدى صدق وثبات هذا المقياس. (2)استكشاف المستوى العام لتحديث قرى الدراسة الراهنة. (3)مقارنة ترتيب القرى الأعلى والقرى الأقل فى قيمة دليل التنمية البشرية وفقا لكل من دليل التنمية ودليل التحديث. (4)اختبار الفروق بين القرى الأعلى والقرى الأقل فى قيمة دليل التنمية البشرية وفقا لكل من أبعاد التحديث المدروسة وقيمة دليل التحديث. (5) الكشف عن طبيعة العلاقات بين كل من المؤشرات الرئيسية للتحديث، أبعاد التحديث المدروسة، وقيمة دليل التحديث كل على حدة. (6) التحليل التمييزي لمحددات تحديث المجتمعات المحلية الريفية. (7) التعرف على أهم المشكلات التى تواجه عميلة تحديث تلك المجتمعات .ولتحقيق تلك الأهداف أجريت هذه الدراسة بمحافظة الشرقية على عينة عمدية مكونة من عدد 50 قرية بنسبة 10% من إجمالي عدد قرى المحافظة وعددها 497 قرية. وقد تحدد المجال البشرى لهذه الدراسة من عدد 150 إخباري informants، بواقع ثلاثة إخباريين من كل قرية ، تم اختيارهم باستخدام الطريقة السوسيومترية. وجمعت بيانات الدراسة من خلال: المصادر الرسمية، والاستبيان بالمقابلة الشخصية للإخباريين ، والاستبيان بالاتصال التليفوني،وأسلوب الملاحظة البسيطة. واستغرقت مرحلة جمع البيانات الميدانية منذ أول شهر مايو حتى نهاية أغسطس عام 2005. واستخدمت الدراسة عدة أدوات ومقاييس إحصائية وصفية وتحليلية هى: العرض الجدولى للتكرارات والنسب المئوية ، المتوسط الحسابي، الانحراف المعياري، المدى والنسب المئوية، الدرجات المعيارية،الدرجات التائية، معامل سبيرمان براون ، معامل جتمان ، معامل فلاناجان للتجزئة النصفية ، معامل ألفا كرونباخ ، اختبار الصدق الذاتي ، واختبار الصدق الإحصائي ، معامل ارتباط بيرسون ، اختبار ”ت” ، إختبار مان ويتني ، أسلوب التحليل التمييزي .وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج كان أهمها ما يلي : (1) اتضح أن مقياس دليل التحديث المقترح فى الدراسة الراهنة ذات درجة ثبات عالية كما أنه يعد صادقا لما يقيسه وبالتالي فإنه يمكن تطبيق هذا المقياس على نطاق واسع. (2) تبين أن أكثر من نصف قرى العينة يقع فى الفئة المنخفضة بالنسب لدليل التحديث. (3) تبين أن جميع قرى العينة باستثناء قرية واحدة فقط قد اختلف ترتيبها وفقا لقيمة دليل التنمية البشرية على مستوى العينة الكلية، عنه فى الترتيب وفقا لقيمة دليل التحديث. (4) اتضح أن أبعاد التحديث المدروسة كمتغيرات مستقلة مجتمعة قد فسرت نحو 67.1 % من التباين بين مجموعتي القرى المرتفعة أو المتوسطة والقرى المنخفضة فى قيمة دليل التحديث وكانت أهم متغيرات التمييز هي البعد المؤسسي الخدمي ، يليه البعد الاقتصادي ، ثم البعد الاجتماعي ، ثم البعد الثقافي، ثم البعد السياسي ثم البعد البيئي الصحي على الترتيب تنازليا. (5) تبين أن أهم المشكلات التى تواجه عملية تحديث المجتمعات الريفية هي المشكلات الخاصة بالمنظمات والخدمات الشبابية ، ثم الخاصة بالمنظمات والخدمات الاجتماعية ، ثم المتعلقة بالبنية الأساسية ، ثم الخاصة بالخدمات البيئية.