التخطيط للتكامل بين الوحدات المستحدثة بالمدارس في ضوء المشاركة المجتمعية بمصر تصور مقترح

يموج المجتمع المصري مثله مثل بقية دول العالم في شماله وجنوبه منذ العقدين الماضيين بتيارات ما يعرف بالعولمة وما تحمله معها من ثورات علمية تكنولوجية ومعلوماتية ما نتج عنها من منجزات في العلوم البيولوجية والهندسة الوراثية وعلوم الفضاء والطب والصيدلة والزراعة والاقتصاد والتجارة وغيرها وفى كل هذه التغيرات يكمن دور المعرفة العلمية والتطبيقية في حياة الإنسان والمجتمع ورغم كثرة ما كتب عن العولمة ما أثير حولها من قضايا تظل ابعد ما تكون عن التحديد سواء من حيث ماهيتها أو مالها كما إن لها العديد من الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي آدت إلى إحداث عدة تغيرات ايجابية وسلبية داخل الدول قد لاتسع المجال لسردها ولكن ما بهمنا هو تأثيرها على سياسات التعليم وممارساته ويكمن توضيح ذلك فيما يلي : سياسيا : أدت العولمة إلى تفكيك وتقليص حجم سيطرة الدولة ومن ناحية اخرى ظهرت فكرة المواطن باعتبار إن له ادوار وحقوق والتزامات وواجبات محددة وينعكس ذلك على سياسات التعليم بظهور سياسات مثل الخصخصة ولامركزية التعليم - اقتصاديا: حدث زيادة تحرير المهن من مهارتها مع طرح التكنولوجيا المتقدمة كحل للمشكلات الاقتصادية واختزال في عوائق التدفق الحر للسلع والعمال والاستثمارات عبر الحدود الوطنية إضافة إلى زيادة الرغبة في معدل القدرة التنافسية والإنتاجية وقد أدى ذلك إلى زيادة الإنفاق على التعليم اى زيادة الموارد المخصصة له باعتباره قاطرة التنمية البشرية في المستقبل مما يستلزم تحديثه وإعادة هيكلته - اجتماعيا : شيوع فكرة حقوق الإنسان والتوسع في هذا الاعتقاد وظهور منظمات تسعى لمراقبتها وحمايتها مما يبرز دور منظمات المجتمع المدني في التعليم بما في ذلك نقابات التعليم ومنظمات الإباء والجمعيات الأهلية هي تنظيمات جديدة مستقلة عن الدولة تقوم بوظائف كانت تقتصر على الدولة فقط - ثقافيا: زيادة الاعتماد على وسائل الإعلام وانتشار الثقافة الشعبية والاعتماد على تكنولوجيا الاتصال والمعلومات كنافذة يمكن من خلالها فهم موقع المرء في عالم كوني