تطوير برامج الثقافة العمالية فى مصر فى ضوء الاتجاهات المعاصرة

مقدمة البحث : من المعروف أن تقدم أى دولة لا يقاس بما تملكه من أدوات تكنولوجية حديثة ومتطورة , ولا بما تملكه من أدوات إنتاجية متقدمة فقط , وإنما يقاس بالدرجة الأولى بما تملكه من قوى بشرية متعلمة ومثقفة ومتدربة وواعية تكون مصدرا للإنتاج الوفير والابتكار والتجديد والتطوير والتغيير وكلها أمور ترتهن بما لدى أفراد المجتمع من علم ووعى ومهارة . وإذا كان أهم ثروة حبا الله بها مصر هى القوى البشرية العاملة فإنها ككل ثروة تحتاج إلى تنمية تربوية وتعليمية تمكنها من مسايرة التطورات المختلفة فى مجالات عملها , ولن يتحقق ذلك فى ضوء برامج الثقافة العمالية الحالية التى لم تف بحاجات العمال وميولهم واحتياجاتهم التثقيفية ومطالبهم , كما أنها لم تناسب خصائصهم ولم تساعدهم فى مواجهة مشكلاتهم اليومية , كما أنها لا تختلف كثيرا عن مناهج تعليم الصغار , ومن المعروف أنه إذا لم تكن البرامج الدراسية بالمواصفات التعليمية والتربوية السليمة , فقد تكون سببا من أسباب إخفاق الجهود المبولة فى تحقيق أهدافها , كما تؤدى إلى عزوف المعلمين عن العمل فى هذا المجال وانقطاع الدارسين عن الدراسة وعدم الرغبة فى الانتظام فيها , وهذا هو ما يشير إليه الواقع الحالى لبرامج الثقافة العمالية فى مصر.