فعالية برنامج تدريبي باستخدام اللعب لتنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لعينة من الأطفال التوحديين

يتميز الأطفال التوحديين بالعزلة وفقدان القدرة على الاستجابة للآخرين بصورة عامة وشديدة حيث يبدو أن الأطفال التوحديين يعيشون مع أنفسهم دون أن يعيروا أي انتباه لوجود الآخرين أو عدم وجودهم. وفي حالة وجود الناس بالقرب منهم فقد يعاملهم الأطفال باعتبارهم أشياء وليسوا بشراً. فقد يمسك الطفل بيد شخص لتحريك مفتاح الإضاءة دون أن يتفاعل معه مطلقاً. كما لا يستجيب هؤلاء الأطفال للأفراد المسئولين عن رعايتهم فلا يميلون إلى معانقة الأم أو الابتسام أو الابتهاج لحضور أمهاتهم ولايحبون أن يمسكهم أحد أو يلمسهم كما أنهم لا يردون على من يناديهم ولا يستمعون لمن يحدثهم، ولا يستطيع هؤلاء الأطفال القيام ببعض المهارات الاجتماعية البسيطة لضعف قدرة هؤلاء الأطفال على التقليد ( طارق عامر : 2008 ، 63 ) ويضيف إبراهيم الزريقات ( 2004 ) أن الأطفال التوحديين يعانون من عيوب تؤثر على حياتهم اجتماعياً وتربوياً، وأحد هذه العيوب هي عدم القدرة على الإنشغال في لعب عادي بشكل فردي أو مع رفاق. إن معاناة الطفل التوحدي من مهارات اللعب ربما يعود إلى عيوب سلوكية لديهم، وينشغل الأطفال بأنواع من اللعب بينها اللعب الوظيفي والرمزي والاجتماعي، والأطفال التوحديين لديهم مشكلات في ممارسة هذه الأنشطة من اللعب ناتجة عن متطلبات التفاعل الاجتماعي مثل اللغة والاشارات الاجتماعية والتواصل المادي (إبراهيم عبدالله الزريقات، 2004 ، 449 ) إلا أن الأطفال التوحديين يبدون كما لو كانوا يعيشون في عالمهم الخاص بهم، وربما لا يبحثون عن رفقه الأطفال الآخرين ومصاحبتهم. فبالنسبة لهؤلاء الأطفال يمثل الناس وسيلة لتحقيق غاياتهم، ولربما يكون الأوقات التي يقضيها الأطفال التوحديين مع الآخرين أوقاتاً صعبة وعسيرة.