الاتجاهات العالمية المعاصرة فى التعليم الثانوى وكيفية الإفادة منها فى تطوير المدرسة المنتجة فى مصر

تعتبر مرحلة التعليم الثانوى حلقة هامة فى سلسلة المراحل التعليمية ، فهى فضلاً عن قيامها باستقبال الطلاب وإعدادهم لمواصلة تعليمهم الجامعى، فإنها تتحمل عبء إعداد العناصر البشرية من ذوى المهارات الفنية والتقنية اللازمة لتنفيذ خطة التحول الاجتماعى والاقتصادى وإشباع حاجات ومتطلبات التنمية. لذا اتجهت العديد من دول العالم، فى تبنى اتجاهات جديدة فى نظم التعليم الثانوى، ويجمعها خطوط عامة مشتركة من أهمها الاتجاه نحو تنمية المزيد من المهارات الحياتية، وجعل إنتاجية التعليم الثانوى أكثر مرونة، وربط الدراسات النظرية بالتطبيقات العملية، وإعداد الطلاب للعمل فى المستقبل. مما يعنى أن المدرسة الفعالة فى المستقبل هى التى ستكون مندمجة مع مواقع العمل والإنتاج، لتمكين المتعلم من التعامل مع سوق العمل والإنتاج بكل دينامياته وتحدياته المتجددة والمتغيرة. وفى كل الأحوال فإن المدرسة المنتجة ليست مؤسسة إنتاجية حرفية تبيع وتكسب وتنافس غيرها من مؤسسات العمل فى المجتمع.. إن هدفها الأول والأخير إكساب خبرة العمل. مشكلة الدراسة : صيغت مشكلة الدراسة فى التساؤل الرئيسى التالى : كيف يمكن تطوير المدرسة المنتجة فى مصر فى ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة فى التعليم الثانوى؟ وتتحدد الإجابة على هذا التساؤل بالإجابة على تساؤلات فرعية منبثقة عنه هى :- 1) ما اتجاهات التعليم الثانوى العام فى عالمنا المعاصر؟ 2) ما واقع المدرسة المنتجة فى التعليم الثانوى العام فى مصر؟ 3) ما أهم النتائج والتوصيات لتطوير المدرسة المنتجة فى التعليم الثانوى العام فى ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة؟ منهج الدراسة : استخدمت الدراسة المنهج المقارن بمدخله الوصفى حيث يقوم بدراسة الظاهرة كما هى فى الواقع، بطريقة علمية منظمة، قائمة على الانتقاء من بين عناصر الظاهرة موضوع الدراسة. وهو لا يقف عند هذا الحد بل يتضمن قدراً من تفسير البيانات وتحليلها، واستخراج الاستنتاجات ذات الدلالة والمغزى بالنسبة لمشكلة الدراسة. عينة الدراسة: تمثلت عينة الدراسة فى مجموعة من مديرى ومعلمى وطلاب مدارس التعليم الثانوى العام فى (12) مدرسة ثانوية عامة موزعة على أربع محافظات هى الشرقية وقنا والإسكندرية والقاهرة بواقع ثلاث مدارس من كل محافظة.