مقدمة: تُعد مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل النمو الإنساني، باعتبارها مرحلة تعليمية هادفة لا تقل أهمية عن أية مرحلة أخرى في السلم التعليمي، فهي تعتبر اللبنة الأولى، والأطفال في سن الروضة يمتازون بخصائص نمو معرفي عديدة لعل من أهمها: اتساع مجال الإدراك الحسي والذي بدوره يجعل الطفل بحاجة إلى أنشطة ووسائل متنوعة تحاكي هذه الخصائص. كما يتقدُ ذكاؤهم وتفكيرهم النابع من كثرة الأسئلة ومحاولة اكتشاف ما حولهم من مثيرات. ومن أبرز النظريات التي ظهرت على ساحة الفكر التربوي نظرية الذكاءات المتعددة "لجاردنر" تلك النظرية التي يعد تطبيقها في مجال رياض الأطفال مطلباً أساسياً لتطوير مخرجات الروضة. ويعد المدخل التصوري من مداخل التعليم والتعلم الجيدة والتي تعتمد على التخيل والتصور البصري وتكوين التصورات العقلية من خلال مجموعة من الاستراتيجيات مثل: الصور والرسوم، الألغاز المصورة، المشابهات المصورة، مواد التعبير الفني. وقد أكدت كثير من الدراسات على ضرورة تبني المدخل البصري كطريقة فعالة في تنمية ذكاءات الأطفال بصفة عامة وأطفال الروضة بشكل خاص ومن هذه الدراسات: دراسة "النفيسي" (2012)، ودراسة "موكلي" (2013)، ودراسة "Hindal " (2014)، ودراسة "البكور" (2018). مشكلة البحث: أصبح لبرامج الأنشطة في رياض الأطفال وخاصة المصورة منها دوراً كبيراً في توفير خبرات تعليمية تتلاءم مع احتياجات هذه المرحلة وتتماشى مع احتياجات العصر الحالي، ومعرفة معلمات الروضة لمثل هذه البرامج والأنشطة المصورة يجعلهم قادرين على تخطي كثير من الصعاب التي يواجها هؤلاء الأطفال، ومن خلال ما توصلت إليه الباحثتان في بحث سابق لهما بعنوان "الذكاءات المتعددة السائدة لدى أطفال الروضة بمدينة الجبيل الصناعية"، حيث وجدتا تدني في مستوى الذكاءين المكاني/التصوري، والذكاء الاجتماعي، قد يرجع إلى افتقار بيئة الروضة إلى الأنشطة الإثرائية التفاعلية أو الأنشطة المصورة مما يعني وجود قصور في المدخل البصري/المكاني والمدخل الاجتماعي كمداخل تعلم جيدة للطفل في هذه المرحلة وهو ما دعا الباحثتان إلى موضوع البحث الحالي. أهداف البحث: تتحدد أهداف البحث فيما يلي: 1-الكشف عن فعالية برنامج تدريبي مصور لتنمية الذكاء المكاني/التصوري والذكاء الاجتماعي لدى عينة من أطفال الروضة بمدينة الجبيل الصناعية. 2-الكشف عن استمرارية أثر برنامج تدريبي مصور لتنمية الذكاء المكاني/التصوري والذكاء الاجتماعي لدى عينة من أطفال الروضة بمدينة الجبيل الصناعية. أهمية البحث: قد تفيد نتائج البحث في: 1- مساعدة مخططي برامج رياض الأطفال في التعرف على بعض أسس بناء الأنشطة المناسبة للأطفال في ضوء المدخل المكاني/التصوري، والمدخل الاجتماعي. 2- تقديم بعض التوصيات والمقترحات البحثية للمتخصصين والباحثين في مجال دراسات الطفولة. 3- تحسين المهارات الاجتماعية، وخفض مستوى الشعور بالخجل لدى أطفال الروضة. عـينـة البحث: أجري البحث على عينة قوامها (30) طفلاً وطفلة من أطفال الروضة، أعمارهم الزمنية تمتد ما بين (5–6) سنوات، بمتوسط عمر زمني (67.47) شهراً، وانحراف معياري (3.31) درجة. أدوات البحث: استخدمت الباحثة الأدوات الآتية لتحقيق أهداف البحث: 1- استمارة بيانات عامة عن الطفل: إعداد "الباحثتان"، ملحق رقم (1). 2- استبيان مسح الذكاءات المتعددة لطفل الروضة: إعداد "الباحثتان"، ملحق رقم (2). 3- برنامج تدريبي مصور لتنمية الذكاء المكاني/التصوري والذكاء الاجتماعي لدى عينة من أطفال الروضة: إعداد "الباحثتان"، ملحق رقم (3). منهج البحث: يعتمد البحث الحالي على المنهج شبه التجريبي ويتضمن مجموعتين إحداهما ضابطة والأخرى تجريبية. الأساليب الإحصائية: 1 - الكشف عن اعتدالية توزيع الدرجات: وذلك بحساب معامل الالتواء، واستخدمت الباحثة لحسابه من مقاييـس النزعة المركزية (المتوسط الحسابي – الوسيط - الانحراف المعياري). 2 – حساب ثبات وصدق مقياس الشعور بالخجل لأطفال الروضة: استخدمت الباحثة معامل الارتباط بطريقة ألفا كرونباخ لحساب ثبات المقياس، ومعامل الارتباط الخطي لبيرسون لحساب الاتساق الداخلي للمحاور الفرعية داخل المقياس لقياس الصدق. 3 - اختبار مدى تجانس العينتين: وذلك بحساب النسبة الفائية. 4 – حساب دلالة الفروق بين المتوسطات: استخدمت الباحثة اختبار "ت" لحساب دلالة الفروق بين المتوسطات. نتائج البحث: توصلت نتائج البحث إلى: 1- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أطفال المجموعتين الضابطة والتجريبية على بعدي الذكاء المكاني/التصوري والذكاء الاجتماعي من استبيان الذكاءات المتعددة لطفل الروضة بعد تطبيق البرنامج، والفروق لصالح أطفال المجموعة التجريبية. 2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية قبل وبعد تطبيق البرنامج على بعدي الذكاء المكاني/التصوري والذكاء الاجتماعي من استبيان الذكاءات المتعددة لطفل الروضة، والفروق لصالح التطبيق البعدي. 3- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية على بعدي الذكاء المكاني/التصوري والذكاء الاجتماعي من استبيان الذكاءات المتعددة لطفل الروضة، بعد تطبيق البرنامج مباشرة وبعد مرور شهرين من توقف البرنامج.