دراسة لبعض المتغيرات الشخصية والبيئية المرتبطة بالتفوق اللغوي لأطفال الروضة

يمثل الأطفال المتفوقون باختلاف أنواعهم , سواء كان هذا التفوق (موسيقى , فنى ، لغوى , رياضى , ...الخ) ثروة وطنية فى غاية الأهمية , ومن واجب المجتمع عدم تبديدها بالإهمـال وانعدام الرعاية , بل إن المجتمع مطالب باكتشافهم المبكر واستثمار تفوق أبنائه .حيث إن العناية بالمتفوقين دليل على العناية بمنافع الإبداع لدى الأمة ، ومادام للمتفوقين طفولة تختلف فى مظاهر كثيرة عن طفولة غيرهم , لذا تتطلب من الباحثين والدارسين التنقيب عن مثل هؤلاء الأطفال والتعرف على خصائصهم ليسيروا فى مسارهم السليم المخطط لهم حتى لا تحدث خسارة فى هؤلاء المتفوقين. وخاصة أن السنوات المبكرة الأولى من حياة الطفل (قبل دخوله المدرسة) هامة جداً فى الكشف المبكر عن الأطفال المتفوقين لغوياً ؛ لأن النمو اللغوى المتطور يأخذ قــراره فى هذه السنوات , وهذا القرار حاسم وفعال إما بالتطور المبكر للقدرات والمهـارات اللغوية , ومن ثم التفوق اللغوى أو التأخر اللغوى .ولقد أكد تورانس على ذلك حيث أشار إلى ان قدرة الطفل على التفوق والإبداع تزداد بين سن الرابعة والخامسة وتأخذ فى الانحدار فجأة عند دخول الطفل المدرسة لأول مرة ما لم تؤخذ بالرعاية التربوية المناسبة لاكتشاف هؤلاء الأطفال المتفوقين .