معوقات العمل الإداري في الإتحادات الرياضيه بالجماهيريه

مدخل البحث: الادارة هي نشاط متميز له علاقة مباشرة بأغلب جوانب الحياة، في نفس الوقت هي من الوسائل الناجحة لتحقيق الاهداف المنشودة لاي مجال من مجالات حياة الانسان، فان غابت الادارة نصاب بالعشوائية والارتجال مما يهدد اي مجال بالفشل. وتزداد الحاجة الي مثل هذا النشاط عندما يكون العمل جماعيا لتحديد هدف نشاط المجموعة ودور كل فرد فيها في تحقيق ذلك الهدف ، وباعتبار ان للادارة دورا هاما ورئيسيا في جميع مجالات التربية الرياضية سواء علي مستوي الهيئات الرياضية او المؤسسات التربوية او حتي علي مستوي الفرق الرياضية واصبحت علما يعتمد علي العديد من الاسس والمبادئ والقوانين والاساليب والنظم، لذا وجب علي العاملين في هذا المجال اثراء الحركة الرياضية بالبحث العلمي والتقني للحاق بركب التقدم والتطور والمساهمة الفعالة في الوصول الي المستويات العالية وتحقيق الانجاز. لهذا ينبغي التفكير في الادارة كوسيلة وليست غاية في حد ذاتها فهي وسيلة تستخدم بغرض الوصول الي تحقيق اهداف معينة بناءة، كما ان الادارة لم تعد قاصرة علي التخطيط والتنظيم والقيادة ومراحل اتخاذ القرارات بل تتضمن لجميع التقويم لجميع العناصر العملية الادارية. وتمثل الاتحادات الرياضية في الجماهيرية مركز الثقل في الهيكل التنظيمي والاداري للحركة الرياضية ونقطة الربط بين المركزية المتمثلة في السلطات الرياضية الرسمية العلية والاهلية وبين مؤسسات القاعدة متمثلة في الاندية الرياضية لانها المسئولة عن ادارة الانشطة الرياضية فنيا واداريا وتوجيهيا والاشراف عليها. لهذا اهتمت الدولة الليبية بالاتحادات الرياضية وأصدرت عدة قرارات هامة تتعلق بتنظيم الاتحادات الرياضية ومن بينها قرار اللجنة الشعبية العامة للتعليم والبحث العلمي رقم 896 لسنة 1980 بشأن اعادة تنظيم الاتحادات الرياضية العامة وتقرر ان تتولي الاتحادات الرياضية العامة مجموعة من الاختصاصات اهمها تنفيذ قرارات المؤتمرات الشعبية في مجال الرياضة الجماهيرية ووضع الخطط التي تحقق نشر الالعاب الرياضية والارتقاء بمستواها وادارة شئون الالعاب الرياضية من جميع النواحي الفنية والمالية والتنظيمية مع وضع الاسس والمبادئ التنظيمية لشئون التدريب والتحكيم الخاص بالالعاب الرياضية، الا انه ومن خلال خبرة الباحث وارتباطه بالرياضة كلاعب دولي سابق في مجال الكرة الطائرة شارك في العديد من البطولات العالمية (اولمبياد موسكو 1980-كأس العالم بالارجنتين 1982) وكمدرب حاصل علي المستوي ثاني دولي، وكأداري تقلد عديد من المناصب منها رئاسته للاتحاد الليبي للكرة الطائرة سابقا وكنائب حاليا اضافة الي عضويته باللجنة التنفيذية للاتحاد العربي منذ عام 1998، لاحظ وعند البحث في نتائج الفرق الوطنية الليبية المشاركة في عديد من المسابقات والدورات الرياضية العربية والافريقية والدولية ان مستوي انجازاتها لا يتعدي افق التواجد فقط دون تحقيق اية نتائج متقدمة ما عدا تميز قلة من الرياضيين في بعض الالعاب الفردية، كما لاحظ وجود العديد من العوائق التي تواجه الاتحادات الرياضية في الجماهيري وكأن من ابرازها عدم استقرار الاوضاع التنظيمية والنظم الادارية مع عدم توافر الامكانات المادية والبشرية كما ان عدم التزام الاتحادات الرياضية باعداد البرامج العلمية المدروسة ولا بخطواتها واهميتها من حيث توضيح الاهداف المراد تحقيقها وزيادة الكفاءة الادارية وفاعلية الرقابة مع التنبؤ بالمشكلات والعمل علي تفاديها ومواجهتها مع ايجاد الحلول المناسبة لها كان من العوامل السلبية التي أدت الي تدني المستوي العام للرياضة في الجماهيرية. كما يمكن ان نطلق علي الادارة الرياضية السائدة في الجماهيرية ادارة بلا اختصاصات حيث يوجد قادة ولكنهم غير فعالين والبعض قادة غير مؤهلين مهنيا الامر الذي يجب معه تطوير الاداريين ونظم الادارة ومنظماتها وطرق اتخاذ القرار باعتبار ان القيادة الادارية هي المحركة للطاقات في مثل هذه القطاعات والمسئولة عن تحقيق الاهداف الموضوعة لها.