تأثير رياضة الملاكمة فى تعديل السلوك العدوانى لدى الأحداث

Faculty Physical Education for Boys Year: 2005
Type of Publication: Theses Pages: 182
Authors:
BibID 10074110
Keywords : الملاكمه    
Abstract:
يعتبر العناية بالطفل هدفاً هاماً من أهداف الدولة ويتضح ذلك في إصدار وثيقة الطفولة واعتبار العشر سنوات من عام 1989م حتى عام 1999م عقداً لحماية الطفل المصري ورعايته من جميع النواحي الصحية والنفسية والبدنية والرياضية والاجتماعية والثقافية.والمجتمعات الإنسانية المتقدمة تتطلع إلى محاولة تنشئة أفراد مجتمعها تنشئة سوية تحميهم مما قد يصيبهم من الانحرافات المختلفة عن طريق البحوث التي تحاول استقصاء العوامل التي تدفع بهؤلاء إلى الانحراف ومحاولة التعديل من سلوكهم.وتلعب التربية بأساليبها المتعددة دوراً بارزاً في مواجهة مشكلات الانحراف سواء كان ذلك عن طريق الجهود العلاجية أو الوقائية لأن الانحراف ظاهرة اجتماعية تعاني منها المجتمعات الإنسانية منذ القدم، وتعتبر مشكلة انحراف الأحداث مشكلة متزايدة تأتي في مقدمة المشكلات الاجتماعية التي تواجهها المجتمعات المعاصرة وتتضح خطورتها في تعدد الجوانب المرتبطة بها وفي تعدد ألوان السلوك الجانح وأثر ذلك على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والخلقية في المجتمع الذي يعيشون فيه ، لذلك كان من الضروري أن تقدم الخدمات المختلفة التي تساهم في رعاية الأحداث الجانحين وتعديل سلوكهم العدواني حتى يصبح سلوكاً سوياً.ويتسم السلوك العدواني بأنه ظاهرة اجتماعية تظهر في أشكال وأساليب مختلفة إلا أنها تعني جميعها العدوان فهو أحد الصفات البشرية التي لازمت الإنسان منذ القدم لذا فقد افترض البعض أن أصل العدوان فطري بينما يرى البعض الآخر أن الإنسان ليس عدوانياً بطبعه وإنما يصبح كذلك نتيجة لعمليات التعلم والتطبيع الاجتماعي مما يعتبر بمثابة البيئة التي تؤثر في سلوك الفرد.تمثل مشكلة الأطفال الجانحين أحد المشاكل التي شغلت المسئولين عن التربية وعلم النفس باعتبارها ظاهرة تؤرق كل الأسر في كل المجتمعات وذلك لأن الحدث أو الطفل في المرحلة السنية ما بين الثانية عشرة إلى السادسة عشرة يقع تحت تأثير عوامل عديدة قد تؤدي إلى انحرافه ومن هذه العوامل التنشئة الاجتماعية والتي تعتبر الأسرة من أهم جوانبها فالأباء يحاولون تنشئة أطفالهم اجتماعياً بتحديد ما يجب أن يؤديه الطفل وهذه المحاولات تتأثر بالإمكانيات الاجتماعية التي تعيش فيها الأسرة فيتلقى الطفل من أسرته الثواب والعقاب ويكون تصوره الأول للسلوك مع عمل مقارنات أولية داخل الأسرة تساعده على التعليم الاجتماعي، وتشكل المعاملة السيئة من قبل الأب أو الأم والمتمثلة في القسوة الزائدة والتفكك الأسري بين الوالدين بسبب الطلاق أحد العوامل التي تأخذ بالأطفال إلى طريق الانحرافوتعتبر ممارسة الأنشطة الرياضية أحد العوامل التي تضطفو على شخصية الممارسين لها الشخصية المتزنة والسلوك القويم وذلك من خلال المتعة التي يشعر بها من يقوم بممارستها، وقد يلاحظها في رشاقة قوامه وجماله وصحة أجهزته الحيوية فتشعره بالسعادة والفخر ولاسيما الأطفال في مرحلة المراهقة –العينة قيد البحث- فقد يظهر في الأفق الشخصية التي يأخذها المراهق كقدوة له فنجد كثيراً من الأطفال يأخذون الرياضيين قدوة لهم مما يرون فيهم من الصحة والشخصية الجيدة.لذلك يرى صدقي نور الدين 1982م نقلاً عن سكوت Scott 1968م أنه يجب إقناع هؤلاء الأطفال بممارسة أي نشاط رياضي حيث يرى أن معظم الأنشطة الرياضية لها تأثير يتمثل في إقامة مواقف تؤدي بسهولة إلى العدوان ولكنها في نفس الوقت تعطي تدريباً للتحكم في العدوان في هذه المواقف ذلك لأن أول مبدأ في المنافسات الرياضية هو أن اللاعب الذي يفقد أعصابه يفقد المباراة إما لأنه فقد تحكمه أو انتهك القوانين.وتعتبر رياضة الملاكمة أحد رياضة المنازلات الفردية والتي تتميز بالمواجهة المباشرة والاحتكاك البدني بين الأفراد أي تتسم بدرجة عالية من العدوان حيث تسمح قوانينها بالاعتداء على الفرد وضربه ولكن في حدود معينة بحيث يؤدي ذلك إلى الفوز وليس إلى الإصابة من ضمن الأنشطة التي يمكن أن تؤثر في تعديل السلوك العدواني ، وتستثيره حيث أن لها القدرة على تطوير المواقف التي تؤدي إلى العدوان وأيضاً تزود الأفراد بالتدريب الذي يمكن أن ينمي عادات تستطيع أن تكبح مثل هذا النوع من السلوك العدوانـي لـدى هـؤلاء الأفراد، وبالتالي يبتعدون تدريجياً عن طريق الانحراف بمختلف أنواعه.لذلك رأى الباحث أنه من الأهمية بمكان أن تستخدم الأنشطة الرياضية ولاسيما رياضة الملاكمة – تخصص الباحث – في علاج بعض ظواهر الانحرافات في مجتمعنا ومنها أهم هذه الظواهر وهي ظاهرة تعديل السلوك العدواني للأطفال المودعين في مؤسسات الأحداث وإخضاعها للبحث والدراسة لإيجاد الحلول التي من شأنها أن تأخذ بيد هذه الأطفال إلى تعديل سلوكهم ويصبحوا مواطنين صالحين نافعين لأنفسهم ولوطنهم.أهداف البحث :يهدف هذا البحث إلى بناء برنامج تعليمي مقترح لرياضة الملاكمة للأحداث تحت 15 سنة وتحديد تأثيره على تعديل سمة السلوك العدواني لديهم من خلال التعرف على المحاور التالية :العدوان البدني ودرجة العنف البدني ضد الآخرين.العدوان اللفظي ودرجة الانفلات في السلوك اللفظي.سرعة القابلية للاستثارة والقدرة على مواجهة المثيرات.فروض البحث :- توجد فروض دالة إحصائياً بين القياسين القبلي والبعدي لصالح مجموعة التدريب على البرنامج التعليمي المقترح.- توجد فروق دالة إحصائياً في سمة العدوان البدني لصالح القياس البعدي.- توجد فروق دالة إحصائياً في سمة العدوان اللفظي ودرجة الانفلات في السلوك اللفظي لصالح القياس البعدي.- توجد فروق دالة إحصائياً في سمة سرعة القابلية للاستثارة والقدرة على مواجهة المثيرات لصالح القياس البعدي.إجـــراءات البحـــثمنهج البحث :استخدم الباحث المنهج التجريبي باستخدام المجموعة الواحدة باستخدام القياس القبلي والبعدي.عينة البحث:تم اختيار مجتمع البحث بالطريقة العمدية من نزلاء دار التربية للبنين بالزقازيق وهم جميع الأحداث المودعين بالدار والذين تم تصنيفهم جميعاً تحت تهمة السرقة والبالغ عددهم ( 39 ) حدث تراوحت أعمارهم ما بين (16-18) سنة ، وقد قام الباحث باختيار عدد (10) من مجتمع الأحداث وخارج عينة البحث الأساسية وذلك لإجراء الدراسة الاستطلاعية عليهم وذلك لإيجاد المعاملات العلمية للمقاييس والاختبارات المستخدمةوسائل وأدوات جمع البيانات :1- الأجهزة المستخدمة:الميزان الطبي لقياس الوزن (بالكيلو جرام).جهاز الرستاميتر لقياس طول الجسم (بالسنتيمتر).ساعة إيقاف.2- المقاييـــس :مقياس العدوان كسمة:اختبار الذكاء المصور.مقياس المستوى الاقتصادي والاجتماعي.* مقياس السلوك العدواني :قام بوضع هذا المقياس صدقي نور الدين وهذا المقياس يحتوي على 54 عبارة مقسمة إلى أربعة أبعاد وهي:التهجــم : وعدد عباراتها (13) عبارة وقد بين من هذا البعد أن أصحاب الدرجات المرتفعة يميلون إلى العنف البدني ضد الآخرين ويعشقون الدخول في معارك قوية أو مشاجرات أو الاحتكاك بالآخرين.العـدوان غير المباشر : وعدد عباراته (21) عبارة وقد اتضح أيضاً أن الدرجات المرتفعة في هذا البعد يميل أصحابها إلى إطلاق الشائعات والعدوان ضد مصدر خارجي غير المصدر الأصلي المسبب للإحباط ونشر المداعبات غير المقبولة واستجابات غير محددة الاتجاه.سرعة القابلية للاستثارة: وعدد عباراته (7) عبارات وأصحاب الدرجات العليا في هذا البعد يميلون إلى الانفعال والتأثر لمواجهة أقل مثير ويتضمن ذلك سرعة تقلبات المزاج والسخط وشدة الغيظ.العـدوان اللفظي: وعدد عباراته (13) عبارة ويميل أصحاب الدرجات العليا في هذا البعد إلى إظهار انفعالات سلبية تبدو واضحة في سلوكهم اللفظي وتتمثل في الجدال والصياح والتهديد والسباب والمغالاة في النقد.البرنامج التعليمي المقترح :قام الباحث بعد موافقة السادة المشرفين على البحث ومن خلال ما تيسر له من كتب ومراجع علمية وبعد الاطلاع على شبكة المعلومات (Internet) للوقوف على الجديد في البرامج التدريبية والتعليمية والتي تخص الفئة قيد البحث وهي الأطفال الجانحين أو نزلاء دار التربية (الأحداث) وأيضاً رياضة الملاكمة. قام بإعداد برنامج تعليمي لرياضة الملاكمة وذلك في ضوء الأسس التالية:إتقان المهارات المحددة في البرنامج وفقاً للجدول الزمني الموضوع.مراعاة أن يكون البرنامج مشوق حتى لا يملمراعاة تسلسل الخطوات التعليمية للبرنامج بحيث ترتبط كل خطوة تعليمية بالخطوة التي تسبقها.أن يحقق البرنامج ما تم بناءه من أجله وهو تعديل السلوك العدواني للأطفال الجانحين.أن تتوافر فيه عوامل الأمن والسلامة في محتوياته.أن يتميز البرنامج بالمرونة والسهولة والفهم.الدراسة الأساسية :القياس البعدي :بعد الانتهاء من تنفيذ البرنامج تم إجراء القياس البعدي تحت نفس الظروف التي تم فيها القياس القبلي وذلك يوم السبت الموافق 14/ 8/2004 وتم تجميع البيانات المستخدمة وإعدادها في كشوف خاصة تمهيداً لمعالجتها إحصائياً.المعالجات الإحصائية:استخدم الباحث المعالجات الإحصائية التالية:المتوسط الحسابي. - الانحراف المعياري.الوسيط. - معامل الالتواء.معامل الارتباط. -معامل التمييز والصعوبة للتأكد من صلاحية المقياس.النسبة المئوية. -اختبار ” ت ” الاستخلاصات والتوصيــات :أولاً: الاستخلاصـات :في ضوء أهداف البحث وفروضه وفي حدود عينة البحث وخصائصها والأدوات المستخدمة واستناداً إلى نتائج التحليل الإحصائي أمن التوصل إلى الاستخلاصات التالية:- البرنامج التعليمي المقترح لرياضة الملاكمة قيد البحث أثر إيجابياً في تعديل السلوك العدواني للأحداث الجانحين بدار التربية بالزقازيق.- البرنامج التعليمي المقترح له تأثير متدرج على محاور مقياس السلوك العدواني الأربعة وكانت على الترتيب (محور التهجم – العدوان اللفظي – سرعة القابلية للاستثارة – العدوان غير المباشر ).- أثر البرنامج التعليمي المقترح في خفض درجة محور التهجم والإقلال من العنف البدني على النفس أو ضد الآخرين للأحداث الجانحين بدار التربية بالزقازيق.- أثر البرنامج التعليمي المقترح في تعديل السلوك اللفظي للأحداث الجانحين بدار التربية بالزقازيق.- أثر البرنامج التعليمي المقترح في تقليل المثيرات المختلفة والقابلية للاستثارة وساعد على مواجهة المثيرات الأخرى.التوصيـــات :في ضوء ما تم استخلاصه يوصي الباحث بما يلي:- إدراج البرنامج التعليمي المقترح قيد البحث ضمن برامج مؤسسات ودور التربية للأحداث الجانحين .- إخضاع هذه الفئة من المجتمع إلى ممارسة الأنشطة الرياضية ولاسيما أنشطة المنازلات الفردية كرياضة الملاكمة لما تمثله ممارسة الأنشطة الرياضية عامة ورياضة المنازلات خاصة في اكتساب الثقة بالنفس وتهذيب سلوك الفرد وإكسابه صفة المثابرة.- عمل بطولة رياضية على مستوى الجمهورية لهؤلاء الأفراد يدخل كل من يحقق المركز الأول في هذه البطولة في تصفيات تؤهله للانضمام إلى فرق المنتخبات القومية ليمثل بلده في محافل البطولات الدولية.- إلقاء الضوء من قبل وزارات (الشباب والشئون الاجتماعية والتربية والتعليم والداخلية) على هذه الفئة وربط الميزانيات المالية المناسبة للتمويل الرياضي للأفراد المتميزين في النشاط الرياضي.- عمل دراسات مماثلة على رياضات أخرى فردية أو جماعية لكي نتمكن من إفراغ كل الطاقات والميول التي بداخل كل أفراد هذه الفئة.- عمل مشروع قومي لدراسة سمات الأحداث من الرياضيين وغير الرياضين. 
   
     
PDF  
       
Tweet