لما كانت دولة الكويت فى طريقها إلى أن تعد نظاماً تعليميا متكاملا يلائم ظروف العصر و يلاحق ركب التطور فانه من الضرورى فى هذه المرحلة دراسة جوانب نظامنا التعليمى وشكل المدرسة ، و توفير الوسائل التعليمية و إعداد معلمين التربية الرياضية إعداد علميا متكاملا.و تعد التربية الرياضية المدرسية جانب مهم جداً و عظيم من جوانب العملية التعليمية و التربوية بشكل عام و على عاتق التربية الرياضية المدرسية تقع مسئوليات كبيرة تخص التلاميذ و الطلاب فى جميع مراحل التعليم المختلفة الأمر الذى يفرض علينا نحن أبناء هذه المهنة النبيلة أن نحاول جاهدين إعادة بعض ما كان فى الزمن الجميل بالنسبة للرياضة المدرسية حيث كانت ويجب أن تكون المجال الطبيعى الذى يشبع حاجات الطفل و التلميذ للعب و الانطلاق فى إطار من القيم التعليمية و التربوية ذلك الإطار الذى تبقى دائما حدوده بأيدينا نحن التربويون ( مدرسون و موجهون ومشرفون ) فنحن صناع هذه المهنة و المحددين لكل النظم و المفاهيم التى ترتقى بها و تعلى من شأنها – خاصة – فى تلك الظروف التى تأثرت فيها التربية الرياضية المدرسية تأثرا واضحا بكل المتغيرات التى طرأت على العملية التعليمية بشكل عام ، ووضعتها فى إطار ضيق و حاصرتها بكل المعوقات التى أثرت بالفعل على كل ماله علاقة بمجموعة الأفكار و المعتقدات التى كنا نظن أن الرياضة المدرسية لا يمكن أن تفقدها فى يوم من الأيام ، و أنها ستظل الإطار النابض الذى يضفى على المنهاج المدرسى العام الحيوية والفعالية ، ويظهر كل القدرات المميزة للتلاميذ ويطورها إلى آفاق أخرى أوسع و أرحب ولكن واقع الحال سواء للعملية التعليمية بصفة عامة أو للتربية الرياضية المدرسية التى تأثرت تماما بهذا الدافع أظهرت عكس ذلك و همشت – والى حد كبير – كل القيم وكل الأفكار التى كان على الرياضة المدرسية تأكيدها عند الطلاب و التلاميذ .وهذا ما دعى الباحث إلى عمل هذا البحث لدراسة تحليلية لواقع الرياضة المدرسية بدولة الكويت وهذا لأنه من أبناء مهنة التربية الرياضية المدرسية وقبل التحدى لرفعة هذه المهنة لذلك يحاول الوقوف على مواطن الضعف و تقويمها و الوقوف على مواطن القوة وتدعيمها .ومن هذا المنطلق فان الباحث يسعى إلى دراسة تحليلية لواقع التربية الرياضية المدرسية الحالى ووضع تصور لتصحيح الأخطاء الموجودة بها وذلك للتعرف على النقاط الايجابية و النقاط السلبية وبغرض تدعيم النقاط الايجابية و تلافى النقاط السلبية و علاجها ومن هذا يأتى التطوير فى مجال التربية الرياضية المدرسية بدولة الكويت لذلك كان لهذا البحث أهميته.هدف البحث :يهدف البحث للتعرف على الدافع الفعلى للرياضة المدرسية بدولة الكويت كما تحدده مجموعة المحاور التالية :-1) أهداف التربية الرياضية المدرسية ومدى تحققها للتلميذ والمدرس والمدير والموجه .2) المنهج ومدى ملاءمته للمرحلة التعليمية وكذلك محتواه من وجهة نظر عينة البحث .3) الإمكانات المادية والبشرية القائمة على تنفيذ العملية التعليمية من وجهة نظر عينة قيد البحث .4) الإدارة المدرسية ومدى فاعليتها فى الإشراف على تنفيذ العملية التعليمة من وجهة نظر عينة قيد البحث .5) أوجه النشاط و مدى ملاءمته و احتياجات المرحلة التعليمية من وجهة نظر عينة قيد البحث .6) التقويم للوقوف على نقاط القوة والضعف فى العملية التعليمية من وجهة نظر عينة قيد البحث .تساؤل البحث :1. هل تحقق الأهداف التعليمية و التربوية للرياضة المدرسية بدولة الكويت ؟2. هل مستوى و مفردات منهج التربية الرياضية المدرسية ملائم للمراحل التعليمية المختلفة ؟3. هل تتناسب الإمكانات المادية والبشرية للرياضة المدرسية مع تنفيذ أوجه النشاط الرياضى المدرسى فى المراحل التعليمية المختلفة ؟4. ما هو الدور التى تسهم به الإدارة المدرسية فى الارتقاء بأوجه النشاط و الرياضة المدرسية ؟5. هل تتناسب أوجه النشاط الرياضى المدرسى مع احتياجات التلاميذ فى المراحل التعليمية المختلفة ؟6. ما هى مراحل التقويم للوقوف على أوضاع الرياضة المدرسية بدولة الكويت؟إجراءات البحث :منهج البحث :استخدم الباحث المنهج الوصفى الدراسات المسحية على مجتمع البحث وذلك لملاءمته لطبيعة الدراسة .مجتمع عينة البحث :تم اختيار العينة بالطريقة العشوائية وكان مجتمع البحث (400) من دولة الكويت مقسمة كالتالى ( 265) طالب من مختلف المراحل و (56) مدرس تربية رياضية و ( 56 ) مدير من مختلف المراحل و ( 23 ) موجه .وسائل جمع البيانات :استعان الباحث فى جميع بيانات الدراسة بوسائل متعددة منها ما توفر لديه وما تمكن الحصول عليه من مراجع علمية متخصصة عربية أو أجنبية مرتبطة و دوريات و مقالات علمية لجمع بيانات تخص الدراسة من خلال الاستبيان .الدراسة الاستطلاعية :قام الباحث بدراسة استطلاعية للتأكد من صحة العبارات الموضحة بالاستبيان وزمن استغراقه وكان وقت قياسه سيتراوح بين 20-30 دقيقة مع ملاحظة تجهيز بعض الأدوات و الأقلام المستخدمة فى تسجيل الاستبيان وتم تنفيذها على الطلاب و المدرسين والمديرين و الموجهين فى دولة الكويت .وتم بذلك تعديل وتنقيح استمارة الاستبيان من بعض العيوب لتتم بأسلوب علمى يسهل فهمه . تم استبعاد ( 30) مفردة مقسمة كالتالى ( 15 ) طالب و ( 6 ) مدرسين و ( 6 ) مديرين و ( 3 ) موجهين تم التطبيق الأولى للاستبيان عليهمالاستخلاصات :ومن خلال النتائج التى أظهرها البحث أمكننا التوصل الى الاستخلاصات التالية:-1- بالنسبة لأهداف التربية الرياضية :1- عدم وضوح أهداف التربية الرياضية .2- يتفق كل من الطلاب الممارسين و مدرسى التربية الرياضية أن ممارسة النشاط الرياضى تحقق عائد صحى قوى للممارس و تنمى اللياقة البدنية.3- المشاركة فى النشاط الرياضى لا تؤثر على مستوى التحصيل الدراسى للطلاب.4- أن للنشاط الرياضى عائد اجتماعى قوى جداً و مؤثر يشعر به كل من الطلاب و مدرسى التربية الرياضية حيث أن ممارسة النشاط الرياضى تنمى السلوكيات الايجابية لدى الطلاب و تنمى روح الانتماء لمدرستهم و مجتمعهم .2- بالنسبة للمنهج :1- اتفاق المدرسين و الموجهين على أن من يقوم بالتخطيط للمنهاج أعضاء ممثلين لهيئات التدريس بالكليات و مدرسى و موجهى التربية الرياضية و مجالس الآباء.3- بالنسبة للإمكانات البشرية و المادية :1- الملاعب و الأدوات و الأجهزة غير مناسبة لتحقيق أهداف النشاط الرياضى المدرسى .2- عدم توافر عوامل الأمن والسلامة بالمدارس .3- عدم وجود عدد كافى من العاملين لصيانة الملاعب و الأدوات و الأجهزة الرياضية .4- خطة النشاط الرياضى الموضوعة ينقصها الكثير من الامكانات البشرية اللازمة حتى يتم تحقيقها.5- عدم مناسبة الميزانية المخصصة للتربية الرياضية بالمدارس لتحقيق أهدافها.6- قلة الحوافز المادية للطلاب المتميزين رياضياً من الأسباب التى تؤدى إلى تسرب الطلاب من النشاط الرياضى .4- بالنسبة للإدارة المدرسية :1- لا تؤمن الإدارة المدرسية بأهمية التربية الرياضية .2- زيادة نصاب المدرس عن المقرر له يؤثر على فاعليته فى التدريس .3- وضع حصص التربية الرياضية فى أخر الجدول المدرسى .5- بالنسبة لأوجه المشاط الرياضى المدرسى :1- عدم إشباع ميول وحاجات التلاميذ .2- وقت النشاط الداخلى غير كافى لتنمية المهارات .6- بالنسبة للتقويم والمتابعة :1- عدم وجود بطاقة تقويمية لكل تلميذ للتعرف على مقدار التقدم الذى أحرزه فى المجال البدنى و المهارى .2- لا يوجد مستشارين متخصصين بالقدر الكافى لعقد الندوات و دورات صقل للمدرسين .3- عدم انتظام موجهى التربية الرياضية فى المتابعة .4- لا يوجد دورات صقل لتطوير الإعداد المهنى للمدرس .5- إهمال بعض المدرسين لتحضير دروس التربية الرياضية .6- عدم وجود إدارة للرقابة غير التوجيه متخصصة فى النشاط الرياضى.7- عدم إجراء الكشوف الطبية الدورية على التلاميذ .8- عدم ارتداء التلاميذ للزى الرياضى .9- عدم وجود سجل خاص بكل تلميذ لمتابعة حالته الصحية .10- عدم الخضوع لإشراف طبى دائم للطلاب الممارسين عائق هام مما يؤدى إلى تسرب الطلاب من ممارسة النشاط الرياضىالتوصياتيوصى الباحث بما يلى :1- بالنسبة لأهداف التربية الرياضية :1- أن تكون الأهداف محددة وذات صياغة واضحة يسهل فهمها حيث تقاس دقة الهدف بوضوحه وإمكانية قياس نتائجه.2- ضرورة تقويم الأهداف بصفة مستمرة في جميع المراحل لتواكب المرحلة السنية وكذلك تطور العملية التعليمية بحيث أن أهداف كل مرحلة تمهد لأهداف المرحلة التالية لها وتكون مكملة لأهداف المرحلة السابقة3- خلق روح التنافس و الحماس بالممارسة الرياضية .4- تقوية العلاقات العامة بين المدرسة و مجتمعها .5- تنمية العلاقات المتبادلة بين التلاميذ .2- بالنسبة للمنهج :1- أن من يقوم بالتخطيط للمنهاج أعضاء ممثلين لهيئات التدريس بالكليات و مدرسى و موجهى التربية الرياضية و مجالس الآباء.2- يجب وضع المنهج على أسس علمية و على أيدى متخصصين .3- بالنسبة للإمكانات البشرية و المادية :1- يجب اتخاذ إجراءات الأمن والسلام أثناء ممارسة النشاط الرياضى وتواجد أجهزة وأدوات للأمن والسلامة والإسعافات الأولية.2- ضرورة الاهتمام بصورة اكبر بميزانية الأنشطة الرياضية وذلك للاهتمام بالفرق المدرسية بصورة أفضل.3- إعطاء الفرصة للتعاون بين المدارس التى تتصف بقلة الإمكانات وبين المدارس التي تتوفر لديها بعض الإمكانات المتعلقة بالملاعب إلى إعطاء الفرص لتلك المدارس التي تفتقر لهذه الإمكانات وذلك للاستفادة من استخدام الملاعب لتدريب فرقها خارج أوقات الدوام الرسمي مما لا يعيق سير العملية التعليمية فيها.4- يجب توفير الإمكانات والأجهزة والأدوات البديلة ليتم تنفيذ البرنامج.5- يجب منح المدرسين حوافز في حالة إقامة النشاط الداخلي والخارجي بالمدارس.6- ضرورة زيادة الاعتمادات المادية للتغلب على قله الإمكانات المادية ولإمكانية توفير الأدوات والأجهزة اللازمة لممارسة النشاط الرياضي7- ضرورة زيادة الأدوات والأجهزة الرياضية والتسهيلات الرياضية بالقدر الكافي للتناسب مع أعداد الممارسين وأوجه الأنشطة المختلفة والتي يشملها البرنامج.4-بالنسبة للإدارة المدرسية :1- ضرورة ان يرتقي دور الإدارة المدرسية بصورة اكبر نحو مدرس التربية الرياضية ، وذلك من اجل تحقيق الرضا الوظيفي للمعلم.2- العمل على حل المشكلة الإدارية والمتمثلة في اهتمام المسئولين في تخصيص وقت مناسب لممارسة الأنشطة الرياضية الداخلية والخارجية من خلال توزيع الجدول الدراسي للطلبة.3- إجراء ندوات ولقاءات مع مديري المدارس لتغيير مفهوم التربية البدنية لدى مديري ومدرسي المواد الأخرى.5- بالنسبة لأوجه المشاط الرياضى المدرسى :1- ضرورة وجود خطط مدروسة تشتمل على جميع اللقاءات الداخلية والخارجية وتدريب الفرق الرياضية والمواعيد المحددة لتنفيذها.2- فتح الملاعب في العطلات والأجازات وتدعيمها بالأدوات والأخصائيين ليمارس التلاميذ أوجه الأنشطة الرياضية المختلفة حسب ميولهم.3- ضرورة أن تحتوي برامج الأنشطة الداخلية والخارجية على مجموعة من الاختبارات الموضوعية العلمية المقننة في نهاية كل ترم دراسي يستعين بها المدرس في الوقوف على مستوى التلاميذ من جميع النواحي البدنية ، المهارية ، المعرفية كذلك معرفة ما تم تحقيقه من أهداف ومدى مناسبة الطريقة أو وسيلة التدريس للتلاميذ ، كذلك يمكن عن طريق الاختبارات والمقاييس الموضوعة تقسيم وتصنيف التلاميذ لعدة مستويات طبقاً لنتائج هذه الاختبارات.4- تيسير الاشتراك فى أنواع النشاط التى تتفق مع ميول وقدرات التلاميذ .6- بالنسبة للتقويم والمتابعة :1- إعداد دورات تدريبية لصقل المدرسين بصفة مستمرة مع تدعيمها بالإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لتحقق الهدف منها وهو التعرف على كل جديد في المجال الرياضي ويكون اجتيازها شرطاً للترقية.2- عدم وجود بطاقة تقويمية لكل تلميذ للتعرف على مقدار التقدم الذى أحرزه فى المجال البدنى و المهارى .3- لا يوجد مستشارين متخصصين بالقدر الكافى لعقد الندوات و دورات صقل للمدرسين .4- انتظام موجهى التربية الرياضية فى المتابعة .5- عمل دورات صقل لتطوير الإعداد المهنى للمدرس .6- إنشاء إدارة للرقابة غير التوجيه متخصصة فى النشاط الرياضى.7- إجراء الكشوف الطبية الدورية على التلاميذ .8- إنشاء سجل خاص بكل تلميذ لمتابعة حالته الصحية .