مقدمة البحث1/1تقديم :تسعى دول العالم بين الحين والآخر إلى تحديث مفاهيمها و معارفها و أغراضها لشتى العلوم الحيوية و الأساسية التى من شأنها الإسهام فى تنمية و إعداد المواطن الصالح فالمجتمع العربى فى عصر العلم و التكنولوجيا الذى نعيشه حاليا يحتاج إلى نمط جديد من التفكير فى العديد من مشكلات العصر ويقتضى هذا التفكير ضرورة فرض مجموعة من المسلمات التى يعيش عليها خاصة فى النظم التعليمية و التربوية .ويمثل الأفراد الموهوبين فى أى مجال من مجالات النشاط الانسانى ثروة بشرية يجب اكتشافها وتنميتها ورعايتها و الحفاظ عليها ولقد ظلت عملية اكتشاف الموهوبين تخضع للأساليب الذاتية عبر مراحل طويلة من التطوير الحضارى للإنسان حيث اعتمد اكتشاف الموهوبين على الصدفة و الملاحظة العابرة و الخبرة الشخصية و غيرها من الأساليب غير المقننة أو المضبوطة علمياً.( 1 : 5 )ان تدريب الضابط المقاتل يعتمد أولاً و أخيراً على مجموعة من المحددات التى بدونها لا يستطيع الضابط المقاتل ان ينفذ مهمته مهما كان مستوى تدريبه فلقد أجمعت الأطر المرجعية العسكرية على أن الكفاءة البدنية تحقق الكثير من الأهداف للضابط المقاتل .إن المفهوم الفلسفى للياقة البدنية يعنى كفاءة البدن فى مواجهة متطلبات الحياة خاصة كانت أو عامة فاللياقة البدنية انعكاس مباشر لحالة صحية وكفاءة حركية و مهارات توافقية، ومن ثم فهى انعكاس لوراثة جيدة و تغذية مناسبة وممارسات رياضية متنوعة وهى كذلك قوام جيد خالى من التشوهات و نمط جسمى مناسب ومقاييس جسمية ملائمة ومتناسقة وقدرة حركية ميكانيكية وسلوك حركى مقنن و خلو من الأمراض.( 4: 105 )ويذكر محمد حسن علاوى ، محمد نصر الدين رضوان (1988م) أن التقويم يهدف الى التحقق من مستوى أى ظاهرة وعلاقة ذلك المستوى بالنسبة لبعض المستويات الأخرى وذلك من أجل إصدار حكم أو قرار على الظاهرة أو تقدير الشىء موضوع التقويم .( 5 : 27 )1/2 مشكلة البحث وأهميته:إن الشعار العبقرى الذى ننادى به دائما ونعمل به منذ زمن بعيد هو نتدرب كأننا نحارب لأننا سنحارب كما تدربنا وهذا الشعار يتم تنفيذه على أرض الواقع خير تنفيذ فجيش الكويت ينخرط فى عديد من الالتزامات و المشاريع التدريبية المقننة والمخطط لها من القيادات العسكرية العليا بوجهة نظر عملية سواء كانت على مستوى وحداته و تشكيلاته الميدانية أو فى صورة مناورات عسكرية مشتركة مع بعض دول العالم ذات الشهرة العالمية.ولقد أدركت القوات الكويتية فنون القتال العسكرى من خلال التدريبات العسكرية الموجهة و الهادفة للوصول بأفرادها ووحداتها و تشكيلاتها إلى درجة عالية من الكفاءة البدنية و القتالية الأمر الذى دفع قيادات الكثير من جيوش العالم إلى السعى من أجل مشاركة القوات المسلحة الكويتية فى برامج إعدادها وتدريباتها العسكرية حيث أن الأوضاع الراهنة بالمنطقة العربية و المتردية إلى الأسوأ بسبب تعثر عملية السلام فى الشرق الأوسط قد فرضت أمراً مؤقتاً .( 2 : 3 )وعلى الرغم من التطور العلمى و التقدم التكنولوجى الكبير فى مجال التسليح إلا أن الفرد المقاتل هو الجديد بالاهتمام لأنه لا قيمة لأى سلاح أو معدات بدون الفرد الذى يجب أن تتوافر فيها المحددات الشاملة التى تمكنه من مواجهة ظروف المعركة .وبعيداً عن مفهوم اللياقة البدنية و مكوناتها فقد يتساءل البعض عن فائدة اللياقة البدنية للفرد، وعلاقاتها بالاستعداد القتالى والكفاءة القتالية وكذلك الحرب إن حقيقة أمر اللياقة البدنية للفرد المقاتل تمثل أكبر من القول بأن العقل السليم فى الجسم السليم فالمهمة الأساسية لأى فرد مقاتل هى الكفاءة والاستعداد القتالى ليكون قادرا على تنفيذ ما يقوم به من مهام سلما و حربا وتلك الكفاءة لا تتأت الا بالتدريب الذى بدوره هو الوسيلة التى تمكن الأفراد من أداء واجباتهم فالمهام التى يكلف بها الأفراد العسكريين سلما أو حربا تتطلب كافة المكونات البدنية و اللياقة الذهنية لقبول وتحمل ضغوط جمة قد يتعرض لها الفرد المقاتل فهى كل ما يحتاجه الفرد المقاتل لتنفيذ المهمة فمهما كان تدريبه فالأمر يتوقف ويعتمد على اللياقة البدنية. فلقد أجمعت الأطر المرجعية العسكرية على أن اللياقة البدنية تحقق الكثير من الأهداف للفرد المقاتل و التى يأتى فى مقدمه أهميتها ما يلى:-- تمكن الفرد من استخدام قدرته العقلية و البدنية بفعالية خاصة فى المواقف القتالية التى تحتاج لتحركات واسعة سيرا على الإقدام مع حمل مهمات و أدوات و معدات ثقيلة .- توفر اللياقة القتالية التى تمكنه عقليا و بدنيا من تحقيق الأهداف العسكرية و تنفيذ الواجبات المكلفة بها وحدته العسكرية تحت أقصى الظروف و الضغوط .- فهم و تقدير قيمة المعطيات العائدة على الفرد من تمارين شاقة كوسيلة مساعدة للقتال فى ارض المعركة حتى لا يكون الفرد فريسة سهلة للعدو وهو خائر القوى و مشتت الفكر .- بث حب التعاون و الرغبة فى أداء الأعمال و المهام بروح الفريق وصولا لتحقيق الأهداف المكلفة بها وحدته.- تطوير المهارات الضرورية لدى الفرد بحيث تمكنه من قضاء وقت الفراغ فى أنشطة مفيدة وبناءة وممارسة رياضات محببة له.- بث توجيهات صحية و عادات ايجابية لاى الفرد حيال نفسه و الآخرين.(20 : 6 )وكل هذا لا يأتى إلا عن طريق الاختيار الجيد للطلاب المتقدمين بالجيش الكويتى ولقد لاحظ الباحث من خلال عمله كضابط بالقوات المسلحة الكويتية أن عملية إعداد وتأهيل الضباط بدنيا وبصورة متكاملة ومستمرة عملية شاقة وطويلة لا تقتصر على فترة محدودة وإنما تبدأ من انتقاء الطلبة المتقدمين للقبول بالكليات العسكرية والمعاهد العسكرية وذلك بإخضاعهم لاختبارات ومقاييس نفسية وطبيبة وشخصية والاختبارات البدنية والمهارية من أهم أسس انتقاء ضباط المستقبل وذلك لأن القوات المسلحة الكويتية تشكل مجتمعا متكاملا يتطلب وجود ضباط مؤهلين تأهيلا بالقدر الذى يمكنهم من تأدية المهام المسندة إليهم بكفاءة عالية وأثناء الدراسة نجد أن برامج التدريب تعتمد أساسا على رفع مستوى الكفاءة البدنية.جدول ( 1 )يوضح الزيادة فى أعداد الطلاب فى المرحلة الثانويةوفى أكاديمية على الصباح العسكريةالعام الدراسى عدد طلاب الصف الأول الثانوى عدد طلاب الصف الثانى الثانوى عدد طلاب الصف الثالث الثانوى الفرقة الأولى بالأكاديمية الفرقة الأولى بالأكاديمية الفرقة الأولى بالأكاديمية2001-2002 900 850 800 110 95 1002002-2003 950 900 850 115 100 1112003-2004 1000 950 900 125 105 1252004-2005 1700 1500 950 165 115 1452005-2006 1900 1600 1000 180 120 160كما لاحظ أن اختبارات القبول للالتحاق بالكليات و المعاهد العسكرية تتضمن بعض الاختبارات التى كان يستخدمها الجيش الأمريكى منذ فترة طويلة (اختبارات اللياقة البدنية) بالرغم من التطور الهائل الذى حدث فى مجال التقويم والقياس فالاختبارات والمقاييس التى تبنى وتقنن على مجتمعات أجنبية ليست هى الأدوات المثلى لقياس قدرات طلبة الكليات والمعاهد العسكرية الكويتية والاختبارات الموجودة حاليا لاتتناسب مع المستوى الحقيقى للطلاب كما أن المعايير المتداولة حاليا ليست هى الأصلح حيث أن مستويات الاختبارات تحتاج إلى تعديل مستمر يتناسب مع متطلبات كل عصر على مر السنين.ومن هنا ظهرت مشكلة البحث و التى تتمثل فى التعرف على المحددات (البدنية – النفسية) اللازمة لاختيار الطلاب المتقدمين لاختبارات القبول بكلية على الصباح العسكرية بدولة الكويت وذلك عن طريق اختيار مجموعة من المتغيرات لكل محدد بالاستعانة بآراء الخبراء ثم اختيار مجموعة من الاختبارات والمقاييس التى تقيس هذه العناصر والمحددات وتطبيقها على الطلاب المتقدمين لاختبارات القبول.1/3 هدف البحث :يهدف البحث إلى التعرف على المحددات (البدنية – النفسية) التى تسهم فى اختيار الطلاب المتقدمين للقبول بكلية على الصباح بدولة الكويت.1/4 تساؤل البحث:ما هى المحددات البدنية والنفسية التى يمكن على أساسها اختيار الطلاب المتقدمين لاختبار القبول بكلية على الصباح العسكرية بدولة الكويت.1/5 المصطلحات المستخدمة:الكفاءة البدنية العسكرية *هى كفاءة القلب و الرئتين والأطراف العليا والسفلى والأوعية الدموية مع تناسب الطول مع الوزن للفرد المقاتل من خلال برنامج شامل و متكامل لكل الجوانب الخاصة بالفرد المقاتل.الاختبارهو مجموعة من الأسئلة او المشكلات او التمرينات تعطى للفرد بهدف التعرف على معارفه أو قدراته أو استعداداته أو كفاءته.(100 : 19)تعريف ”كمال عبد الحميد” أن الإختبار يعنى فى حد ذاته تجربة لمحاولة تقويم كمى أو كيفى لجوانب بدنية أو مهارية أو إجتماعية أو نفسية.(3 : 27)الاختبار المقننهو الاختبار الذى أعطى من قبل للعديد من العينات تحت ظروف مقننة واشتقت له المعايير.(5: 45)المحددهو الإطار الذى يتم فى ضوئه تحديد قيم الأشياء سواء أكانتا جسمية أو بدنية او مهارية أو نفسية أو معرفية و حصرها فى حدود فاذا كان المحدد يحدد قيم السمات النفسية سمى المحدد النفسى و هكذا بالنسبة لباقى المحددات الأخرى.( 1 : 8 )اللياقة البدنية العسكريةهى مدى كفاءة الجسم فى مواجهة متطلبات الأداء لفرد الشرطة و تعتبر عنصر أساسى من عناصر كفاءته.الأختبار النفسىهو مقياس موضوعى مقنن لعينة من السلوك والاختبارات النفسية ليست الا عينة صغيرة ممثلة للسلوك المراد قياسه وفحصه.وهو طريقة منظمة لمقارنة سلوك شخصين أو أكثر وهو مجموعة مرتبة من المثيرات أعدت لتقيس بطريقة كمية أو كيفية بعض العمليات العضلية أو السمات أو الخصائص النفسية.( 36 : 16 )