النشاط الإيطالي في مصر تجاه استعمار ليبيا1882 - 1943

Faculty Art Year: 2007
Type of Publication: Theses Pages: 270
Authors:
BibID 10071189
Keywords : النشاط الإيطالي , , تجاه استعمار ليبيا1882 , 1943    
Abstract:
تعالج هذه الدراسة في الواقع بالدرس والتحليل النشاط الإيطالي في مصر تجاه استعمار ليبيا 1882 – 1943م، ونعني به ذلك النشاط الذي نفذ في مصر من قبل المؤسسات الإيطالية السياسية (الدبلوماسية والقنصلية)، والاستخباراتية، وحتى الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن الرعايا الإيطاليين (الجالية الإيطالية)، وأنصار إيطاليا في القطر المصري خلال الفترة المعنية بالدراسة تجاه استعمار البلاد الليبية، وكان له آثار مباشرة على ليبيا ومستقبلها السياسي، من حيث وقوعها تحت الاحتلال الإيطالي المباشر، فضلا عن النتائج والآثار التي ترتبت على حركة المقاومة المسلحة في ليبيا، أو حركة المقاومة الليبية السياسية (السلمية) في مصر ضد الاستعمار الإيطالي. لقد طرح الباحث من خلال دراسته هذه جملة من الإشكاليات والتساؤلات الهامة، منها على سبيل المثال لا الحصر، ما هي أوجه النشاط الإيطالي في مصر تجاه استعمار ليبيا؟، ما هي قنوات الدعاية الإيطالية في القطر المصري؟، ما الكيفية التي استطاعت من خلالها المؤسسات الإيطالية الرسمية والشعبية من التغلغل في الوسط الشعبي والرسمي المصري لتحقيق أهدافها؟، ما الآثار التي ترتبت على البلاد الليبية وحركة المقاومة الليبية المسلحة والسياسية (السلمية) فيها من وراء النشاط الإيطالي في مصر؟.اعتمدت الدراسة على مجموعة من المصادر الأولية والمراجع الثانوية، تمثلت في مجموعة من الوثائق الإيطالية والعربية والإنجليزية المحفوظة بالأرشيف المصري والأرشيف الليبي، أو المنشورة في إصدارات متنوعة عن دور نشر ليبية أو مصرية، أو مصورة عن الأرشيف الإيطالي والإنجليزي في الأساس، هذا بالإضافة إلى مجموعة من مؤلفات ومذكرات معاصري الفترة، ومجموعة من الدوريات العربية والإيطالية الصادرة في مصر، والتي واكبت أحداث الفترة، وعكست بالتالي بعض أوجه النشاط الإيطالي في مصر على صدر صفحاتها، وأخيرا مجموعة من الدراسات والأبحاث والمقالات، عربية وأجنبية، تناولت بالدرس بعض أو كل أحداث الفترة، وأشارت إلى الوجود الإيطالي في مصر، أو تناولت مسألة الاستعمار الإيطالي من زواياها المتعددة، أو تناولت تاريخ مصر السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتأثير العنصر الأجنبي في تشكيل أحداثه، وشكلت بالتالي مراجع ثانوية للدراسة.قسمت الدراسة إلى أربعة فصول، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة والملاحق، خصص الفصل الأول والمعنون بالجالية الإيطالية في مصر 1882 – 1940م، لدراسة التوزيع الكمي والجغرافي للإيطاليين في مصر، مع استعراض الأنشطة الإيطالية المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية والسياسية والإعلامية، وتحليل دور المؤسسات الإيطالية الداعمة لهذه الأنشطة خلال الفترة التاريخية المعنية. أما الفصل الثاني فتناول الدعاية الإيطالية في مصر لغزو ليبيا، حيث حلل ما اتخذته إيطاليا من ترتيبات سياسية ودبلوماسية على مستوى القطر المصري، ومع صانعي القرار السياسي فيه، للانفراد بليبيا هذا من جانب، ومن جانب آخر حلل الفصل معالم الدعاية الإيطالية الاستخباراتية والإعلامية في مصر من أجل دعم فكرة غزو ليبيا واحتلالها.خصصت الدراسة الفصل الثالث لتحليل النشاط الإيطالي الذي نفذ في مصر لدعم احتلال ليبيا خلال الفترة 1911 – 1922م، حيث بين هذا الفصل أبرز قنوات النشاط الإيطالي في مصر، كما حلل النشاط الاستخباراتي الإيطالي الذي قصد من ورائه احتواء المقاومة المسلحة في ليبيا، ولو كان عن طريق الوصول إلى اتفاق صلح/ سلام مع زعماء القبائل والطرق الصوفية، الذي كانت إيطاليا تعتقد أنه بمقدورهم إنهاء تلك المقاومة متى أرادوا.أما الفصل الرابع فقد حلل أوجه النشاط الفاشي في مصر في إطار المساعي الفاشية للحفاظ على المكتسبات الإيطالية في ليبيا وعدم التفريط فيها، حيث انصب ذلك النشاط على المساهمة في القضاء على المقاومة المسلحة في ليبيا من جانب، ومن جانب آخر اتخاذ جملة من الإجراءات للتصدي للمقاومة الليبية السلمية والتي اشتدت في مصر بعيد إعدام زعيم المجاهدين عمر المختار 16 سبتمبر 1931م، والقضاء على المقاومة المسلحة في الأشهر القليلة التالية لهذا الحدث.لقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج والاستنتاجات الهامة، والتي يمكن أن نوجزها فيما يلي:أولا: شكل موقع مصر الجغرافي، ووجود فرص العمل وكسب لقمة العيش عامل جذب للعناصر الإيطالية، شأنها شأن العناصر الأوروبية والعربية والأفريقية، بحيث شكل أفراد الجالية الإيطالية ثقلا اجتماعيا واقتصاديا معتبرا في المجتمع المصري، عزز من متانة وديمومة العلاقات المصرية الإيطالية، والتي تجلت في أبرز صورها في التوسع في إنشاء المؤسسات الإيطالية في مصر لخدمة المصالح الإيطالية، هذه المؤسسات باختلاف طبيعتها وأدوارها، بحيث هي إما مؤسسات اجتماعية أو اقتصادية أو إعلامية أو دبلوماسية (هيئات تمثيل دبلوماسي وقنصلي) فإنها تتفق في وحدة الهدف، وهو خدمة السياسة الإيطالية في المقام الأول، ومن ثم شكلت الجالية الإيطالية والمؤسسة الإيطالية الأرضية الأساسية لتنفيذ المخطط الاستعماري الإيطالي تجاه ليبيا واحتلالها ومن ثم استعمارها.ثانيا: في الوقت الذي اشتد فيه النشاط الدعائي الإيطالي في مصر مع مستهل القرن العشرين، بحيث اتخذت عدة خطوات لدعم فكرة غزو ليبيا، بما في ذلك إجراء الاتصالات المباشرة مع بعض الزعامات والقيادات الليبية داخل ليبيا نفسها، بحيث أمكننا القول بأن النشاط الإيطالي الدعائي والاستخباراتي الذي نفذ في مصر كان سببا مباشرا في اتخاذ قرار الغزو صيف سنة 1911، فإن القائمين على جهاز الاستخبارات والدبلوماسية الإيطالي في مصر شأنهم شأن صانعي القرار السياسي في روما قد تفاجئوا بالمقاومة الليبية المسلحة، والتي تفجرت منذ الوهلة الأولى لاحتلال القوات الإيطالية بعض المدن الليبية الساحلية، في وقت اعتبرت فيه الحملة على ليبيا مجرد نزهة بحرية لا تتجاوز خمسة عشرة يوما على الأكثر، وأن الليبيين بسبب ظلم الأتراك سيبدون كل ترحيب بالقوات الإيطالية الغازية.ثالثا: أحدثت المقاومة الليبية المسلحة والسلمية للاستعمار الإيطالي عبر تاريخها 1911 – 1943م ردود فعل واسعة النطاق، عربيا وإسلاميا وحتى دوليا، فيما يخص مصر فإن المواقف الشعبية المؤيدة لحركة المقاومة الليبية، والرافضة للسياسة الإيطالية (سياسة الحديد والنار) المتبعة حيالها من قبل حكومة روما، قد دفع بجهاز الاستخبارات والدبلوماسية الإيطالية في مصر إلى إتباع سياسات مدروسة؛ أفضت غالبا إلى حرمان المقاومة المسلحة من الدعم الشعبي المصري بمختلف صوره المادية، مساعدات خيرية، مواد تموينية، أسلحة وذخائر ونحوها.رابعا: لقد تركز النشاط الاستخباراتي الإيطالي في مصر على قواعد رئيسية متشابهة إلى حد كبير في كل الفترات؛ لتحقيق الأهداف المرجوة، مثل الدعاية لصداقة إيطاليا للمسلمين، واحترامها للدين الإسلامي، التعامل مع شخصيات ذات تعليم ديني أزهري، تتمتع بمكانة مرموقة في الوسط الأزهري والشعبي في مصر عموما، بغض النظر عن جنسيتها وأصولها الاجتماعية، يضاف إلى هذا فقد جرى التعامل كذلك مع الزعامات القبلية في ليبيا، وخصوصا زعماء الطريقة السنوسية؛ للتأثير على مواقف الليبيين تجاه إيطاليا ومشروعها الاستعماري في ليبيا، كما أن النشاط الاستخباراتي الإيطالي لم يسقط من حساباته الإعلام (الصحافة)، بما في ذلك الصحافة العربية، والمطبوعات، والخطابة ونحوها؛ للتأثير على الرأي العام الإسلامي في مصر، وللقضاء على النشاط المعادي لإيطاليا فيها، فضلا عن تقديم العروض والمغريات لليبيين المقيمين في مصر، ومحاولة إقناعهم بوقف العداء للحكم الإيطالي، والعودة إلى مدنهم وقراهم، والاستفادة من رفاهية الحكم الفاشي ومدنيته. 
   
     
PDF  
       
Tweet