المكانة الاجتماعية للمرأة المصرية العاملة فى ضوء التحولات العالمية

مقدمة br حظيت قضايا المرأة في الآونة الأخيرة باهتمام عالمي ومحلى ، قامت فيه مصر بدور ريادي ، فأظهرت نشاطاً ملحوظاً فيما عرف ” بعصر المؤتمرات ”، حيث كان لتواجدها دور إيجابي لا يمكن إغفاله في عدة مؤتمرات عالمية ومحلية تنادى بحقوق المرأة عامة والمرأة المصرية خاصة ، وتعكس كل تلك الجهود مدى الاهتمام بالمرأة وقضاياها فى الوقـت الراهن . br إن مساهمة المرأة في الحياة العامة تعطي دفعاً إضافياً لعجلة التنمية ، وقد أصبحت ضرورية في الوقت الراهن ؛ نظرا للتحولات التي يشهدها العالم اليوم وللدور الجديد للدولة في ظل العولمة ومتطلبات الاندماج في الاقتصاد المعولم والخاضع للمنافسة الشرسة . br إن دور الدولة اليوم بصدد تغيير عميق لما تحتمله الضغوط المالية من خفض في نسبة التداين وتحقيق التوازنات الاقتصادية الكبرى ، وهي التي تحد من قدرة الدولة على التدخل في عديد من الميادين وبخاصة الاجتماعية منها كالصحة والثقافة والتعليم والاهتمام بالفقراء ، كما أن الدور الذي يضطلع به القطاع الخاص في مجال الاستثمار قد ازداد أهميته . وهكذا يبدو أن مفهوم الدولة يشهد نقلة نوعية من الدولة الأحادية التي تضطلع بكل شؤون المجتمع إلى الدولة الثنائية التي تتقاسم الأدوار مع القطاع الخاص التجاري ثم إلى الدولة الثلاثية التي يتقاسم فيها الأدوار ثلاثة أطراف : القطاع العام ، والقطاع الخاص ، وقطاع الجمعيات غير الحكومية ( ) . br ويشهد الاقتصاد المصري منذ بداية التسعينات مرحلة تحول مهمة يمكن أن يكون لها انعكاسات جوهرية على سوق العمل المصري ، ومن معالم هذا التحول العولمة وما يصاحبها من تزايد الاتجاه نحو التكتلات الاقتصادية وتطبيق قواعد منظمة التجارة الدولية ، فضلا عن النمو المتسارع للشركات متعددة الجنسيات . br ولا شك أن التغيرات التي تحدث في عالم اليوم ، والتي تتطلب جهداً خاصاً لمتابعتها ورصدها ، من أجل التعرف عليها وكشف أسبابها ودوافعها وتأثيراتها المتغيرة من أجل التنبؤ بإبعاد ذلك التغير في المستقبل القريب والبعيد ، حيث إنها تتضمن أبعادا متعددة تستأهل التوقف عندها ومناقشتها لما تتضمنه من قضايا مهمة تتعلق بالمرأة ، التى لها انعكاساتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية . كل هذه التحولات تفتح مجالاً واسعاً أمام كل عناصـر المجتمـع للمشاركة وخاصة إسهام المرأة في كافة الأنشطة المؤثرة . br ومن الملاحظ أن المرأة قد قطعت شوطاً كبيراً في جميع المجالات على الرغم من وجود عوائق ثقافية مجتمعية في طريقها ، ولذا فإن طرح قضية النهوض بها يحتاج إلى الاتفاق على مبادئ قوية تحدد مسئولية المرأة وإسهاماتها في المجالات العامة ، وتحميل المرأة مسئولية أكبر يتطلب أيضا إعادة النظر في بعض المسلّمات التي تعيق مساهمتها الفعلية في الحيـاة العامـة، من ذلك توقيت العمل ، والتمييز بينها وبين الرجل الذي ينتشر في كثير من المؤسسات دون مراقبة ، وكذلك الفروق في الثقافات من حيث القيم الاجتماعية التي توجه السلوك داخل الأسرة وفي المحيط الاجتماعي عامة ( ). br ومع مطلع القرن الواحد والعشرين ، تتعاظم المطالبة بالمساواة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة ، ولاسيما في مجال العمل وتكريس ثقافة نسائية قادرة على تبنى أطر ونماذج نظرية وإمبريقية نسوية تستهدف تحقيق هذه المساواة في العمل والسياسة والحياة الاجتماعية. وإذا أخذنا ما يحدث فى المجتمع المتقدم كنموذج يمتلك مقومات تقنية وعلمية تحقق له النجاح في التعامل مع تداعيات العولمة التي يتبناها