الطوائف المسيحية فى بلاد الشام فترة الحروب الصليبية ( 1097 - 1291 م / 491 - 691 هـ )

Faculty Art Year: 2007
Type of Publication: Theses Pages: 198
Authors:
BibID 10071604
Keywords : المسيحيون فى الشام    
Abstract:
تعتبر الحركة الصليبية إحدى أهم نتائج الفكر الأوربي في العصور الوسطي. كما أنها تمثل منعطفاً هاماً في تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب . بالإضافة إلى ذلك فإنها المحاولة الاستعمارية الأولى من قِبل الغرب الأوربي لاستعمار الشرق العربي. وقد ساهمت العديد من العوامل التاريخية في بروز الحركة الصليبية في أوربا العصور الوسطي من تلك العوامل الاجتماعية والاقتصادية وأخيراً الدينية .وعلى الرغم من أن الهدف الذي أعلنه البابا أوربان الثاني ( 1088- 1099م ) أثناء دعوته للحملة الصليبية هو تحرير بيت المقدس من أيدي المسلمين وإنقاذ المسيحيين الشرقيين من اضطهادهم ، إلا أنه بقدوم تلك الحملات إلى الشرق تأكد عملياً أكاذيب تلك الدعاية ، وظهر بجلاء أن هؤلاء الصليبيين لم يأتوا لإنقاذ المسيحيين الشرقيين من الاضطهاد المزعوم وإنما جاءوا لتحقيق مصالح وأطماع شخصية ، وقد أوضح الصراع بين أمراء الحملة الصليبية الأولي لأبناء البلاد المسيحيين أن هؤلاء الصليبيين ليسوا علي استعداد للتعاون من أجل مصلحة العالم المسيحي حينما تظهر الفرصة لاغتنام ممتلكات خاصة وأن ما يظهره الصليبيون من تحركات للدفاع عن العالم المسيحي ما هي إلا تحركات مصطنعة ، كما تحققوا أيضاً من أن هدفهم أيضاً هو الاستيلاء علي هذه البلاد ونهب ثرواتها . كما أن الصليبيين قدموا إلي الشرق وهم يحملون حقداً وعداءً دفيناً تجاه المسيحيين الشرقيين بسبب الخلافات المذهبية ، ذلك العداء الذي ظهر جلياً في الخطاب الذي أرسله زعماء الحملة الصليبية الأولي بعد استيلائهم علي أنطاكية إلي البابا أوربان الثاني والذي جاء فيه ” لقد أخضعنا الأتراك والوثنيين ولكننا لم نستطع التغلب علي الهراطقة من اليونانيين والأرمن والسريان واليعاقبة . كما ظهر هذا العداء أيضاً في السياسة التي اتبعها الصليبيون تجاه المسيحيين الشرقيين والتي عمدت إلي القضاء علي الكنائس الشرقية وإخضاع أتباع هذه الكنائس إلي الكنيسة الكاثوليكية ، الأمر الذي ترتب عليه زيادة العداء واتساع هوة الخلاف بين المسيحيين الشرقيين والصليبيين . ومن خلال هذه الدراسة توصلت إلى العديد من النقاط والنتائج الهامة :- إن الاختلافات حول تحديد طبيعة المسيح أدت إلى انقسام أتباع الديانة المسيحية إلى فرق متعددة اعتنق كل منها مذهب يؤمن به في تحديد طبيعة المسيح ، وقد أدى ذلك إلى تعدد المذاهب الدينية في الديانة المسيحية وأصبح أتباع هذه المذاهب عبارة عن فرق متناحرة ومتطاحنة كل منها يريد أن يثبت أن إيمانه هو الإيمان الصحيح .- تصاعدت حدة العداء المذهبي بعد انعقاد مجمع خلقيدونية عام 451م والذي وافق على قراراته كل من كنيسة بيزنطة وكنيسة روما ، وأصبح أتباع المذاهب المخالفة للمذهب الخلقيدونى ألد أعداء كنيستي روما وبيزنطة . وخلال فترة السيادة البيزنطية على بلاد الشام عانى أتباع المذاهب المخالفة الأمرين بينما عاشت طائفة الروم الأرثوذكس التي تعتنق مذهب كنيسة بيزنطة تنعم بالحرية الدينية وتحصل على مزيد من الإمتيازات بين الحين والآخر .- أما الاضطهاد البيزنطي لأصحاب المذاهب المخالفة لقرارات مجمع خلقيدونية تحول أصحاب هذه المذاهب من الخلافات المذهبية إلى المعارضة السياسية لذلك كانوا خير عون للفاتحين العرب حين قدموا إلى بلاد الشام في القرن السابع الميلادي.- كانت فترة الحكم الإسلامي أفضل بكثير من فترة الحكم البيزنطي بالنسبة لأتباع المذاهب المسيحية المخالفة لمذهب كنيسة القسطنطينية وحتى بالنسبة لطائفة الروم الأرثوذكس ، فلم يفرق المسلمون بين المونوفيزيتيين والنساطرة والموارنة والروم الأرثوذكس وإنما أصبحوا جميعاً يمثلون شريحة واحدة تتمتع بإمتيازات واحدة وتلتزم بواجبات واحدة دون تمييز وفق ما حددته أحكام أهل الذمة ، لذلك نجد أن الطوائف المسيحية غير الأرثوذكسية تمتعت بإمتيازات لم تكن تتمتع بها في ظل الحكم البيزنطي. 
   
     
PDF  
       
Tweet