الحياة الإقتصادية والإجتماعية في الصعيد الاعلى في العصر الفاطمي

شهدت مصر تطورات عميقة الجذور في العصر الفاطمي فعلى الجانب السياسي شهدت نظام الخلافة الذي أظل أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي كما شهدت تطورات إقتصادية وإجتماعية عظيمة وقد شاركت منطقة الصعيد الأعلى بقسط وافر في إقتصاد مصر في ذلك العصر الحافل بالاحداث فازدهرت الحياة الإقتصادية في الأقليم لموقعه الجغرافي واستتاب الأمن وتوافر المواد الخام المعدنية كالزمرد والذهب بالإضافة إلى شهرة هذا الاقليم بالزراعة لعدد من المحاصيل الهامة كالتمر وقصب السكر والقمح وغير ذلك, تلك المنتجات التي حازت شهرة ذائعة الصيت وكانت تصدر إلى الخارج وازدهرت مدن الصعيد الأعلى فنشطت حركة التجارة الخارجية مع البلاد المجاورة وحرصت الدولة الفاطمية على الاهتمام بثغر أسوان فتحملت عبء الدفاع عن الثغر وتحصينه بالقوات الكافية كما أزدهرت الحياة الإقتصادية في الأقليم لكونه معبرا للحجاج والتجار إلى الأراضي المقدسة في بلاد الحجاز وعلى الجانب الإجتماعي شهدت منطقة الصعيد الأعلى هجرة القبائل العربية التي نزحت عقب الفتح العربي وغدا اقليم الصعيد الأعلى أشبه بمستودع بشري هائل به خليط من القبائل العدنانية والقحطانية واستقرار النوبيين به ونزول الرقيق إليه واستيطان اهل الذمة من الأقباط واليهود في بعض المدن التجارية فيه.