أخلاقيات إذاعة برامج الجريمة فى التليفزيون المصرى

يعتبر علم الأخلاقيات من أهم مجالات الدراسة الإعلامية حيث أصبح يحتل مكانة هامة في المناقشات العلمية والأكاديمية نتيجة العديد من العوامل منها تطور تكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات التي أنتجت العديد من المشكلات الأخلاقية والتي تحتاج إلى مواجهة ، ونظرا لما تحظى به الجريمة من تغطية إعلامية واسعة وأساليب معالجة متميزة فكان لابد من وجود أخلاقيات تنظم عرضها وهناك العديد من القواعد التي تبلور بوضوح التزام المؤسسات الإعلامية بهذه الأخلاقيات كما توضح المحظورات التي تمنع عرضها . مشكلة الدراسة : لم تعد المواثيق الأخلاقية المعاصرة قادرة على معالجة المشكلات التي تواجه الإعلاميين ، ولذا ظهرت رؤية جديدة داخل وسائل الإعلام ترى ضرورة إصدار مواثيق أخلاقية تمكن هذه الوسائل من استعادة ثقة الجمهور وزيادة مصداقيتها ، كما تعد وسائل الإعلام المصدر الرئيسي للمعلومات فيما يتعلق بواقع الجريمة مما يوجب الالتزام بالأخلاقيات التي تنظم عرض هذه المادة في التليفزيون المصري حتى لا تشوه الواقع الاجتماعي للظاهرة الإجرامية ، ومن هنا تتلخص مشكلة الدراسة في التساؤل التالي ” ما مدى التزام التليفزيون المصري بأخلاقيات إذاعة الجريمة ؟ ” أهمية الدراسة: تنطلق أهمية الدراسة الحالية من تجاوزات بعض القائمين بالاتصال في الوسائل الإعلامية المختلفة بالقواعد الأخلاقية والمهنية والتي تنظم عرض مادة الجريمة الأمر الذي يؤكد على زيادة الاهتمام بدراسة أخلاقيات الإعلام في الارتقاء بمضمون الرسالة الإعلامية والحفاظ على مكانتها في المجتمع . أهداف الدراسة :كان من أهم أهداف الدراسة الآتي :-إلقاء الضوء على المعايير الأخلاقية التي تحكم التغطية البرامجية للجريمة. تحديد العوامل المختلفة والتي تحكم مدى التزام القائمين بالاتصال بمعايير وأخلاقيات إذاعة مادة الجريمة . نوع الدراسة :- تعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التي تسعى لرصد أخلاقيات إذاعة برامج الجريمة في التليفزيون المصري مع تحديد رؤية القائمين بالاتصال لتلك المعايير والضوابط الأخلاقية .منهج الدراسةاستخدمت الدراسة منهج المسح الإعلامي وذلك لتحديد الضوابط الأخلاقية التي تنظم عمل برامج الجريمة بالتليفزيون المصري عينة الدراسة انقسمت عينة الدراسة إلى أ عينة الدراسة التحليلية :- قامت الباحثة بتحليل مضمون ثلاث من البرامج التليفزيونية على ثلاث قنوات خلال دورتين تليفزيونيتين مدتهما ستة أشهر ، وقد امتدت الدورة الأولى من 1/1/2005 حتى 31/3/2005 وامتدت الدورة الثانية من 1/7/2005 حتى 30/9/2005 ، حيث تم تحليل مضمون ثلاثة برامج كالتالي :-برنامج خلف الأسوار على القناة الأولى .-برنامج حكمت المحكمة على القناة الرابعة برنامج عيون الشعب على القناة السابعة ب- عينة الدراسة الميدانية قامت الباحثة بتطبيق دراستها الميدانية على كافة القائمين بالاتصال ببرامج الجريمة في القنوات التليفزيونية التي أخضعت للدراسة وقد بلغ عددهم في البرامج الثلاثة 58 مفردة من المعدين والمقدمين والمخرجين والفنيين .أدوات الدراسة :-صحيفة تحليل مضمون لتحليل محتوى برامج الجريمة بالتليفزيون المصري .استمارة استبيان بالمقابلة خاصة بالقائمين بالاتصال ببرامج الجريمة أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة - باستقراء أنماط الجرائم التي تم التركيز عليها من جانب برامج الدراسة وكذلك القائمين بالاتصال اتضح أن هناك اتفاق بين الدراستين حول حصول جرائم الاعتداء على النفس على الترتيب الأول لدى الدراسة التحليلية وذلك بنسبة (81.72) من إجمالي أنماط الجرائم المذاعة وكذلك جاءت آراء القائمين بالاتصال بنفس الأهمية لهذا النمط من الجرائم وذلك بنسبة ) وذلك باعتبارها الأكثر إثارة نظرا لتعدد جوانبها ، وقد اتفقا أيضا على احتلال جرائم المخدرات على الترتيب الثاني لدى الدراسة التحليلية بنسبة (54.90) من إجمالي أنماط الجرائم موضع التحليل وجاءت بنسبة (23.12) من إجمالي آراء القائمين بالاتصال حول أنماط الجرائم الشائعة في البرامج محل الدراسة - كان هناك اتفاق بين الدراسة التحليلية وآراء القائمين بالاتصال حول معدلات الالتزام بأخلاقيات إذاعة مادة الجريمة حيث جاء برنامج عيون الشعب في الترتيب الأول من حيث الالتزام بالأخلاقيات الخاصة بإذاعة مادة الجريمة حيث بلغت نسبته في الدراسة التحليلية ) من إجمالي أشكال الالتزام بالأخلاقيات ، بلغ أيضا الترتيب الأول في الدراسة الميدانية حيث بلغت آراء القائمين بالاتصال في القناة السابعة نسبة عالية وصلت إلى (20%) مقارنة بالقنوات الأخرى محل الدراسة حول الالتزام التام بأخلاقيات إذاعة الجريمة في التليفزيون المصري ، وعلى النقيض من ذلك نجد أن برنامج خلف الأسوار كان أكثر البرامج خروجا على الأخلاقيات في الدراسة التحليلية حيث بلغت نسبته في ذلك (45.28%) من إجمالي أشكال الخروج بالبرنامج و نجده أيضا في الدراسة الميدانية يحتل الترتيب الأول في الخروج على الأخلاقيات حيث جاءت آراء القائمين بالاتصال في القناة الأولى بنسبة ( 14.28%) حول عدم الالتزام نهائيا بالأخلاقيات، أما بالنسبة للقناة الرابعة فهناك اتفاق بين الدراسة التحليلية والدراسة الميدانية حول احتلال برنامج حكمت المحكمة المنطقة الوسط بين الالتزام وعدم الالتزام بالأخلاقيات وذلك يعكس نسبة وعي وفهم أعلى في معايير وأخلاقيات إذاعة مادة الجريمة .