شعر النقائض فى العصر الأموى

وتبدو ظاهرة التناص واضحة جلية فى شعر النقائض ؛ حيث تنطوى على بعدين أساسين: الأول منهما يتمثل فى تفاعل نص النقيضة مع غيره من نصوص التراث السابق؛ فهناك مجموعة من الروافد الثقافية قد أسهمت فى بلورة نصوص النقائض وتشكيلها.أما البعد الثانى فيتمثل فى التفاعل الآنى والحاضر مع القصيدة الأخرى الواقعة فى مجالها التناص والتى دفعت الشاعر لينظم قصيدته رداٌ عليها ومن ثم يكون النص (الحاضر) واقعاٌ تحت تأثير النص (السابق) وفى هذه الحالة أيضاٌ لاتنجح القصيدة الحاضرة، فى إستيعاب النص (السابق) فحسب ولكنها تسعى إلى التأثير عليه بل وتفكيكه، على النحو الذى يولد نصاٌ جديداٌ يستدعى بدوره تفكيكاٌ جديداٌ يجهز على المعانى المنكشفة فيتولد نص جديد ينبغى تفكيكه بدوره وهكذا إلى آخر القصيدة فى النقائض ، وعلى هذا فإن نص النقيضة لايكتسب وجوده الشرعى إلا فى وعى الآخر به، وكل نص يعمد إلى إساءة قراءة النص الآخر بهدف خلقمجال للإبداع وإساءة القراءة.